تسببت الحادثة المرورية القاتلة لسيارة "تيسلا"، التي كانت تسير من دون سائق خلف المقود، إلى تجدد الاهتمام بأنظمة مساعدة السائق التي تقدمها المجموعة الأميركية، في حين اعتبرت جمعية مستهلكين، أن من "السهل" قيادة سيارة تحمل هذه العلامة التجارية من دون أن يقودها أحد.

 

وقال وزير النقل الأميركي، بيت بوتيجيج، الخميس 22 أبريل (نيسان)، إن المحققين الفيدراليين ما زالوا "يجمعون المعلومات" عن حادثة تحطم سيارة "تيسلا" التي اصطدمت بشجرة في سبرينغ بتكساس ليل السبت.

 

وأضاف في نهاية مؤتمر صحافي: "لكنني أعتقد أن هذه لحظة مهمة لنتذكر أن العديد من أنظمة مساعدة السائق تواصل الاعتماد على افتراض أن هناك سائقاً يقظاً خلف المقود".

 

وحسب التحقيق الأولي الذي أجرته السلطات المحلية، فإن السيارة كانت تسير بسرعة عالية، ولم يكن هناك أحد في مقعد السائق وقت اصطدامها بشجرة قبل اشتعالها. وعثر على ضحيتين، إحداهما في مقعد الراكب الأمامي والآخر في المقعد الخلفي.

 

وعلق رئيس "تيسلا"، إيلون ماسك، عبر "تويتر"، الاثنين: "في هذه المرحلة، تظهر بيانات القيادة أن نظام (أوتوبايلوت) لم يكن في وضعية تشغيل، كما أن أصحاب هذه السيارة لم يشتروا نظام (أف أس دي)".

 

"كذلك، يحتاج نظام (أوتوبايلوت) بنسخته العادية إلى خطوط فاصلة للمسارات على الطريق ليكون في وضعية تشغيل، وهو ما لم يكن موجوداً على هذا الطريق،" أضاف ماسك في رد على مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" تضمن شكوكاً من متخصصين كثر في شأن إضافة "تيسلا" خصائص تنطوي على مخاطر مع إطلاق تسميات مخادعة أحياناً عليها.

 

جدل متجدد

 

وقالت الوكالة الأميركية للسلامة المرورية "أن أتش تي أس أيه"، في رسالة إلى وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين، إنها "شكلت فوراً فريقاً خاصاً للتحقيق".

 

وقد أثارت ظروف الحادث ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أحيا الجدل حول قدرات برنامج مساعدة السائق الذي طورته شركة "تيسلا".

 

ويمكن لبعض الأشخاص أن يشتروا نسخة أغلى ثمناً تسمى "أف أس دي" (فل سلف درايفينغ)، أو "القيادة المستقلة المتكاملة"، على الرغم من أنها تفترض أيضاً عدم ترك السائق مقود القيادة.

 

التحقيق الـ28

والخميس، دعا السيناتوران ريتشارد بلومنتال وإدوارد ماركي، الوكالة الأميركية للسلامة المرورية، في رسالة، إلى إجراء تحقيق "شامل" في الحادث، يتضمن أيضاً "توصيات في شأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع حصول حوادث مماثلة".

 

وهذا التحقيق الـ28 الذي يطاول سيارة "تيسلا" وتفتحه الوكالة، وفقاً للسيناتورين، وهما عضوان في لجنة النقل في مجلس الشيوخ. وكتبا في الرسالة أن هناك "اتجاهاً ناشئاً" في شأن قضية سلامة مركبات "تيسلا"، وهو "مقلق جداً، ويستحق اهتمامكم الكامل".

 

وسلط المسؤولان الضوء خصوصاً على حقيقة أن "تيسلا" تمنح السائقين "إحساساً زائفاً بالأمان" عند وصف إمكانات أنظمة مساعدة السائق.

 

الإشراف البشري ضروري

 

وتحذر "تيسلا" عبر موقعها الإلكتروني من أن أنظمة المساعدة على القيادة الموجودة في مركباتها لا تجعلها مستقلة تماماً، بالتالي يبقى الإشراف البشري الدائم على مسار السيارة أمراً لازماً.

 

لكن ماسك يروج بانتظام للتقدم الذي أحرزته مجموعته نحو القيادة الذاتية.

 

وتعد "تيسلا" في هذه المرحلة متخلفة عن منافساتها، على غرار "جنرال موتورز" و"فورد"، التي في أنظمة مساعدة القيادة الخاصة بها "تستخدم تقنيات أكثر تقدماً لضمان أن ينتبه السائق إلى الطريق".