كشف الرئيس التنفيذي لشركة ميدغلف لشركة المتوسط والخليج للتأمين وإعادة التأمين التعاوني "ميدغلف"، الدكتور جويتز كوراس، أن حجم استثمارات الشركة خلال الثلاث سنوات المقبلة يتجاوز 60 مليون ريال، مشيرًا إلى أن الحصة السوقية للشركة من سوق التأمين السعودي تتراوح بين 6 و7٪.

 

وأوضح أن إصدار أسهم حقوق أولوية جديدة جاء بهدف إعادة رسملة ميزانية الشركة ورفع هامش ونسبة الملاءة المالية فوق الحد المطلوب من الجهات التنظيمية، وتوفير الأموال اللازمة للاستثمار في تعزيز القدرات التشغيلية والاستراتيجية للشركة.

 

وإلى نص الحوار :

 

في البداية لماذا اتجهت شركة ميدغلف إلى زيادة رأس مال الشركة في هذا التوقيت على الرغم من تخفيضه في مطلع العام الجاري؟

 

إصدار أسهم حقوق أولوية جديدة له هدفين رئيسيين، إحداها إعادة رسملة ميزانية الشركة ورفع هامش ونسبة الملاءة المالية فوق الحد المطلوب من الجهات التنظيمية، والثاني توفير الأموال اللازمة للاستثمار في تعزيز القدرات التشغيلية والإستراتيجية للشركة. أما بالنسبة لإجراء تخفيض رأس المال الذي أتمته الشركة بنجاح مؤخراً فكان الهدف منه تأهيل الميزانية لخطوة زيادة رأس المال.

 

في ظل توقعات بنمو قطاع التأمين في السعودية بنحو 4% سنوياً، من المفترض أن تتوافر أمامكم فرص للنمو. ما هي الحصة السوقية الحالية لشركة ميدغلف وما إستراتيجية الشركة للتوسع في السوق المحلي لرفع هذه الحصة؟

 

تستحوذ شركة ميدغلف حالياً على حصة سوقية تتراوح بين 6 و7٪ من سوق التأمين السعودي والشركة لاعب رئيسي له مكانة رائدة في مجال التأمين الطبي وقطاعي تأمين السيارات والتأمين العام. كما أن الشركة تخطط لاستثمارات جديدة تتجاوز الـ 60 مليون ريال خلال الثلاث سنوات المقبلة.

 

ولا شك أن شركة ميدغلف كانت تتمتع بمكانة سوقية أكبر قبل سنوات وقد اكتسب المنافسون نصيباً من حصتها السوقية، لكن الإجراءات الإستراتيجية التي تطبقها الشركة حالياً والتي تستهدف تحقيق الاستقرار والنمو تعطي إشارات واضحة على نجاحها في إنجاز أهدافها.

 

نحن على وشك الانتهاء من وضع إستراتيجية جديدة تغطي ثلاث سنوات تقوم على التقييم الدقيق للتغيرات الحاصلة في قطاعات النقل والرعاية الصحية وأثر التكنولوجيا الجديدة على نماذج أعمال ومنتجات التأمين.

 

هذا يعني أننا بصدد التحول عن نماذج التأمين المتكاملة التقليدية التي تطبقها شركات كبرى إلى هيكل أحدث وأكثر انفتاحاً. وهي خطوة جريئة سوف تتيح لنا سرعة التكيف مع تغيرات البيئة التشغيلية واكتساب مزايا مستدامة في هياكل التكلفة والمنتجات لصالح عملائنا وشركائنا على امتداد سلاسل القيمة.

 

نحن نتوقع أن يكون 2022 عام الاستثمار وإعادة التكتل وتعزيز الميزايا التنافسية، فضلاً عن العودة إلى معدلات النمو والربحية القوية. وبحلول عام 2023، نستهدف تبني موقف أكثر تركيزاً وقوة في عرض قدراتنا الجديدة في الأسواق المستهدفة. ونحن ندعو السوق إلى ترقب إعلاننا عن شراكة استراتيجية جديدة ومنتجات وخدمات جديدة خلال العام القادم.

 

تتحرك العديد من الشركات والبنوك نحو فرص الاستحواذ والاندماج.. فهل تدرس شركة ميدغلف الدخول في عملية اندماج او استحواذ لمواجهة تحديات وفرص المستقبل؟

 

في الفترة الحالية، ليس لدينا أي خطط للاستحواذ أو الاندماج مع شركات تأمين أخرى. ما نفضله حالياً هو الاستثمار في شراكات قوية تزيد نطاق وصولنا إلى تكنولوجيا التأمين وقدرات البنية التحتية. مع ذلك قد نتخذ قرارات في هذا الصدد في حال ظهور فرصة مناسبة في الأسواق.

 

بشكل عام، نحن على قناعة بأن الحُجة القائلة بأن الاندماج يعزز قوة وكفاءة السوق هي حُجة ضعيفة. ويبدو لنا أن الوقت والجهد اللازمين لدمج كيانين صغيرين قد لا يكون مبرراً في بيئة أعمال سريعة التغير مع احتمالية أن يكون أحد الكيانات (الشركات) المندمجة عالقاً في نموذج أعمال تقليدي. والمنطق الاقتصادي قد يُرجح إعطاء فرصة ثانية لكل شركة على حدة بدلاً من تكبد عناء الاندماج.

 

بعد نجاح الشركة في طرح أسهم حقوق أولوية لزيادة رأسمال...من وجهة نظركم كيف يمكن لميدغلف أن تعالج التحديات التي تواجهها مستفيدة من هذه السيولة الجديدة؟

 

نحن على يقين بأن زيادة رأسمال الشركة سوف يتيح لنا القيام بما يلي:

1.     تجاوز متطلبات الملاءة المالية

2.     تعزيز القدرات والميزة التنافسية للشركة لاسيما في قطاع التأمين العام

3.     إتاحة الفرصة لنا لقبول مزيد من المخاطر في سبيل تحقيق مزيد من الأرباح

4.     الاستثمار في المواهب والتكنولوجيا الجديدة

5.     التحول إلى نموذج تشغيلي جديد مناسب للتحولات المستقبلية في القطاعات المستهدفة.

 

في إبريل الماضي حصلت الشركة على موافقة البنك المركزي السعودي لطرح منتج التأمين ضد العنف السياسي.. ما هو عدد منتجات الشركة الحالية، وما هي المنتجات الأكثر طلباً، وماذا يعني هذا المنتج الجديد؟

 

شركة ميدغلف هي شركة تأمين شاملة تنشط في مختلف قطاعات التأمين، وتعتبر القطاعات التشغيلية للشركة متوافقة تماماً مع طبيعة السوق الذي تعمل به. ويستحوذ قطاع التأمين الصحي على النصيب الأكبر من أعمال الشركة يليه تأمين السيارات والتأمين العام. ويعتبر قطاع التأمين على الحياة فرصة غير مستغلة حتى الآن كونه يحتاج إلى إجراءات تشريعية وتنظيمية، ونحن على استعداد تام للنهوض بدور رائد في فتح آفاق هذا القطاع.

الآن نعود إلى سؤالك عن عدد المنتجات التي تقدمها الشركة. العدد الأكبر من منتجات شركة ميدغلف هو في قطاع التأمين العام وتستهدف هذه المنتجات معاً توفير التغطية اللازمة لطائفة واسعة من المخاطر. وفي الفترة القادمة، تستهدف الشركة ترشيد منتجاتها وخدماتها عن طريق الإلغاء التدريجي لبعض المنتجات الصغيرة، والتوسع في تقديم منتجات التأمين المُصاحبة المصممة لخدمة القطاعات الجديدة والتي تستطيع جذب اشتراكات كافية. ومن المنتجات الجديدة التي طرحناها مؤخراً منتج "تغطية المخاطر السياسية" وهو منتج جديد ومُكمل لمنتجات قائمة لدى الشركة ويستهدف تغطية انكشاف الشركات في مجالات التجارة الدولية (التصدير والاستيراد).

 

منذ توليكم المهمة في مارس الماضي كرئيس تنفيذي.. كيف تقييمون قطاع التامين في المملكة العربية السعودية وفرص النمو وفرص ميدغلف للتوسع مستقبلا؟

 

قطاع التأمين السعودي يتمتع بإمكانيات نمو ضخمة جداً. فالمملكة العربية السعودية تختلف عن بعض الدول الأخرى التي تظل معدلات النمو فيها بلا حراك لعقود طويلة. واعتماد وتنفيذ رؤية السعودية 2030 أطلق أجندة تشريعية وتنظيمية مهمة من شأنها دفع معدلات النمو بشكل واضح. وبحكم خبراتنا في أسواق التأمين الأخرى، نقول إن هذا النمو سيأتي من ظهور مجالات جديدة في قطاع التأمين ومن تسارع النشاط الاقتصادي مدفوعاً بمشاريع البنية التحتية العملاقة الجاري تنفيذها على نطاق واسع حالياً ومستقبلاً. هذه المشاريع ستخلق زخماً اقتصادياً ملموساً بسبب تحريك الطلب الكامن في مختلف القطاعات. ومن وجهة نظرنا، ستكون التغيرات القادمة في قطاعات التأمين الصحي وتأمين التقاعد والتعليم والتوظيف من المحفزات القوية لنمو قطاع التأمين.

 

وتتزامن هذه الرؤية الوطنية مع تحولات ضخمة مدفوعة بالقدرات التكنولوجيا الجديدة في قطاع التأمين على مستوى العالم، بدأت في الظهور في دول مجلس التعاون والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.

 

إن تزامن تنفيذ رؤية 2030 مع التحولات العالمية المدفوعة بالتكنولوجيا في صناعة التأمين ورغبة اللاعبين في قطاع التأمين في تأسيس بديل فعال للشركات المسيطرة الكبيرة في القطاع من شأنه خلق فرص متميزة لشركة ميدغلف. وفي استراتيجيتنا الجديدة والنموذج التشغيلي الجديد، نحن نسعى للاستفادة من هذه الفرص.