كشفت شركة "راك سبيس للتكنولوجيا" عن دراستها البحثية الجديدة التي تتناول التحديات التي تعترض مساعي شركات الشرق الأوسط لتبني التقنيات السحابية الجديدة. وأظهرت الدراسة أن 36% فقط من قادة قطاع التكنولوجيا يبدون استعداداً لمواجهة المخاطر المرتبطة بتبني هذه التقنيات، على الرغم من توجه العديد من الشركات لحفز وتيرة برامج التحول الرقمي.

 

ووفقاً لتقرير دراسة السحابات المتعددة السنوي 2022، لا تزال التقنيات السحابية تشكل مرتكزاً رئيسياً تقوم عليه العديد من استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات لتحسين تجربة العملاء وسهولة الاستخدام (52%)، فضلاً عن المرونة المطلوبة لتوسيع وتقليص حجم الأعمال بناء على مستويات الطلب (36%). كما تتطلع العديد من المؤسسات حالياً للانتقال نحو نموذج حوسبة قائم على السحابة دون خوادم فعلية بهدف الاستفادة من المزايا التي يحظى بها أول من يتبنى هذه التقنيات (20% من المشاركين)، على غرار القدرة على أتمتة سير العمل (55%) وتوسيع نطاق تطبيقات إنترنت الأشياء (25%) واستخدام المساعدين الافتراضيين (25%).

 

ولكن في ذات الوقت، تسببت المخاوف الأمنية وتلك المرتبطة بمواهب تكنولوجيا المعلومات بظهور سحابة سوداء تعيق مساعي تحقيق مثل هذا التحول الرقمي وأدت لانخفاض الإقبال على مواجهة المخاطر.

 

وأشار حوالي نصف المشاركين في الدراسة (42%) أن المخاوف المتعلقة بالأمن وخصوصية البيانات تمثل العائق الأبرز الذي يعترض طريق مؤسساتهم ويمنعها من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من السحابة والابتكار في هذا المجال. ويقوم 20% من المشاركين إما بتشغيل تطبيقات عديمة الخوادم أو يخططون للقيام بذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما أكد 57% منهم أن الحماية الأمنية على وجه التحديد تشكل عائقاً أمام تبني هذه التقنيات.

 

وتحتل مسألة نقص المواهب المرتبة الثانية على قائمة التحديات الأكثر شيوعاً، حيث تؤدي بدورها إلى تفاقم التحديات الأمنية التي تواجه قادة المؤسسات والقطاعات. وفي الواقع، يعيق نقص المواهب تبني المؤسسات لأساليب جديدة لتطوير برمجياتها (73%) كما أنه يشكل عائقاً أمام تبني نموذج حوسبة قائم على السحابة دون خوادم فعلية (48%).

 

 

التغلب على المخاوف الأمنية ونقص المواهب

سواء كان الأمر يتعلق بالانتقال إلى بيئة السحابات المتعددة، أو بتطبيق عمليات الأعمال، أو حتى بتبني تقنيات جديدة مثل الحوسبة عديمة الخوادم وحوسبة الحافة، يأتي الابتكار الرقمي في صلب استراتيجيات الأعمال المعتمدة من قبل العديد من المؤسسات.

 

وانطلاقاً من إدراكهم للحاجة إلى تحقيق التوازن بين المخاطر الناجمة عن مستويات الأمان ونقص المواهب والسعي للابتكار، يتعاون نحو نصف قادة قطاع التكنولوجيا اليوم مع شركاء استراتيجيين خارجيين للحصول على أفضل دعم ممكن في مجال تعزيز مستويات الأمان (46%) والخدمات المدارة (45%) واستراتيجية تكنولوجيا المعلومات (50%) والتدريب (25%).

 

وعلاوة على ذلك، تعمل الشركات على تعزيز جهودها الرامية لاستقطاب المواهب الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال تقديم محفزات محددة تتضمن تعزيز فرص التدريب والتطوير (47%) وزيادة الرواتب (34%) وتعزيز فرص العمل وفق الأسلوب الهجين ونموذج العمل عن بعد (31%). ويتم تقديم ذات الحوافز للموظفين الحاليين بهدف المساعدة في تقليص معدل الدوران الوظيفي (31% و32% و38% على التوالي).

 

وفي هذا السياق، قال جورج بوليزين، المدير العام لشركة "راك سبيس" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "تسبب المشهد الأمني الحالي في ظهور سحابة سوداء تهدد الطموحات التكنولوجية للعديد من المؤسسات، حيث يواجه قادة قطاع تكنولوجيا المعلومات ضغوطاً هائلة نتيجة أهمية السعي للابتكار وضرورة تحمل مخاطر أكبر عبر تبني تقنيات جديدة. وقد تفاقم هذا الأمر نتيجة قضية نقص المواهب التي لا تزال تأثيراتها السلبية تخيم على قطاعي تكنولوجيا المعلومات والأمن".

 

وأضاف بوليزن: "من أجل ضمان عدم اضطرار الشركات لتأخير مشاريع التحول الرقمي، أو تحمل مخاطر غير ضرورية أثناء استمرارها بتنفيذ هذه المشاريع بسبب نقص المهارات، يتعين على قادة قطاع تكنولوجيا المعلومات البحث عن شركاء قادرين على تقديم خبرات وموارد أكبر لمساعدتهم في مواصلة الابتكار ضمن بيئة في غاية الأمان".