نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حلقة نقاشية افتراضية بعنوان «اللغة العربية والفضاء الافتراضي» وذلك ضمن فعاليات مبادرة «بالعربي» إحدى مبادرات المؤسَّسة الرامية إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الشبكة العنكبوتية وقنوات التواصل الاجتماعي، والإسهام في تنمية الدور المعرفي للغة العربية لدى المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص.

 

وشارك في الحلقة النقاشية كلٌّ من الأستاذ الدكتور إبراهيم فتحي معوض، عميد كليّة علوم وهندسة الحاسب بجامعة المنصورة الجديدة، أستاذ الذكاء الاصطناعي بكليّة الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور أحمد حسن يوسف، عميد كليّة تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب بجامعة النيل، رئيس فرع مصر لمنظمة IEEE العالمية، وأدار الجلسة الإعلامي الإماراتي وليد المرزوقي.

 

وناقشت الجلسة العديد من المحاور والموضوعات الخاصة بوجود محتوى اللغة العربية في الفضاء الرقمي وإنتاجه وسبل تنميته وتطويره وانتشاره، وأبرز خصائصه والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى مستقبل اللغة العربية وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في نشر اللغة العربية ضمن الفضاء الرقمي.

 

وتحدَّث الأستاذ الدكتور أحمد حسن يوسف عن أنواع المحتوى ضمن الفضاء الرقمي، والذي يتنوع ما بين محتوى نصي أو إخباري أو صوتي أو على شكل صور أو فيديوهات أو مستندات. وأشار إلى أنَّ اللغة العربيّة المتنوعة تتميَّز عن باقي لغات العالم من حيث بلاغتها وتنوُّع خصائصها التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر؛ علم البيان الذي يشمل الكناية والتشبيه والاستعارة، وعلم البديع، وعلم المعاني، وهو ما يشكِّل تحدياً كبيراً لمحللات النصوص، وقدرتها على فهم وتحويل هذه النصوص أو ترجمتها ونقلها إلى لغات العالم المختلفة.

 

وأوضح يوسف أنَّ آليات دعم المحتوى العربي في الفضاء الرقمي تشمل التقنيات الجديدة مثل الترجمة الآلية والتعرُّف إلى الأصوات المسموعة وتحويلها إلى نصوص مقروءة، فضلاً عن تحويل النصوص المكتوبة باللغة العامية إلى اللغة الرسمية الفصحى.

 

من جهته، أشار الأستاذ الدكتور إبراهيم فتحي معوض إلى أنَّ اللغة العربية أصبحت تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث الانتشار بعد الإنجليزية والصينية والإسبانية، وأنَّ نسبة انتشار المحتوى العربي ضمن الفضاء الرقمي ارتفعت مؤخراً من 1% إلى 5.7%، في حين تشكِّل اللغة الإنجليزية نحو 60% من المحتوى في الفضاء الرقمي.

 

وأكَّد معوض أنَّ أهمَّ التحديات التي تواجه انتشار اللغة العربيّة هو طبيعة وخصائص اللغة من حيث رسم وشكل الحروف والتشكيل والقواعد المتشعبة للغة العربية، وأنه يجب العمل على زيادة انتشار اللغة العربية من خلال دعم البحوث العلمية والاستثمار بشكل أكبر في البرمجيات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى حوسبة اللغة العربية لزيادة قدرة الحاسب الآلي في التعرُّف إلى أشكال ونوعية المحتوى العربي.

 

الجدير بالذكر أنَّ مبادرة «بالعربي» تركِّز على تقديم فعاليات متنوعة عبر قنوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بالتراث والتاريخ العربي الأصيل.