يمكن أن يكون قطاع الذكاء الاصطناعي أحد أكبر الفائزين في السوق في عام
2024 وما بعده. تذهب التوقعات العالمية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق العديد من
التغييرات الإيجابية، لكنه سيجلب أيضًا مجموعة واسعة من التهديدات الجديدة.
ومن المتوقع أن تكون تهديدات الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي
واحدة من أكبر القوى المزعزعة للاستقرار في هذا القرن.
ووفق نتائج استطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) الأمريكية،
يقول تسعة من كل 10 مسؤولين تنفيذيين إن الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي
التوليدي سيكونان على رأس ثلاث أولويات تكنولوجية لهذا العام، ويقول 85% من كبار
القادة إنهم يعتزمون زيادة إنفاقهم على التكنولوجيا في عام 2024.
وأظهر الاستطلاع، الذي ويعكس الاستطلاع آراء 1406 مدراء تنفيذيين من 50
سوقاً على مستوى العالم، أن 95% من المديرين التنفيذيين يسمحون بالذكاء الاصطناعي
والذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل، وهي قفزة هائلة مقارنة بشهر يوليو 2023،
عندما كان أكثر من 50% منهم لا يشجعون مثل هذا الاستخدام.
أهداف عمالقة التكنولوجيا في 2024
نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت شركتا جوجل وأمازون عن حزمة تسريحات جديدة
تشمل مئات الموظفين، في أحدث جولات الإقالة المستمرة في قطاع التكنولوجيا منذ بضعة
أشهر. ويأتي هذا بالتزامن مع ضخ لاعبي القطاع المزيد من الاستثمارات في مجال
الذكاء الاصطناعي، وفقا لما نقلته سي إن إن.
طفرة الذكاء الاصطناعي
أكثر من 25% من إجمالي التمويلات الأمريكية تم توجيهها خلال عام 2023 إلى
الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، مقابل 12% فقط من التمويل خلال الفترة
بين 2018 و2022.
ووسط ازدهار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المعتمدة على النماذج
اللغوية الكبيرة، تتوقع «جولدمان ساكس» ارتفاع استثمارات الذكاء الاصطناعي على
مستوى العالم بحلول العام المقبل إلى 200 مليار دولار، مع وصول الاستثمارات
المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة إلى 1.5-2.5% من الناتج المحلي الإجمالي في كبرى
الدول التي تقود الصناعة على المدى الطويل.
كابوس الذكاء الاصطناعي
رغم أن شركات التكنولوجيا العملاقة تؤكد أن تسريح العاملين ليس له علاقة
مباشرة باستبدال العمالة البشرية بالذكاء الاصطناعي، إلا أن معظم حملات التسريح
(التي تجاوز إجماليها منذ بداية العام وحتى الآن نحو 7500 وظيفة) جاءت في أعقاب
إفصاح الشركات عن استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ورغم أنه لا يزال تأثير هذه التكنولوجيا الحديثة على سوق العمل غير واضح
بالكامل، إلا أن التوقعات تؤكد أن يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي سلبا على مئات
الملايين من الوظائف في دول العالم.
“ستؤثر رقمنه الوظائف بطريقة أكثر حدة على الاقتصادات
المتقدمة وليس الناشئة. ومن المنتظر أن تتحمل النساء العبء الأكبر من موجات
التسريح، إذ إن 80% من القوى العاملة النسائية تشغل وظائف معرضة للاستبدال بالذكاء
الاصطناعي التوليدي، مقابل 58% من وظائف الرجال”، بحسب توقعات جولدمان ساكس.
المعركة مستمرة
في 2023، أحرز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تقدما تشريعيا ملحوظا
فيما يتعلق بتنظيم عملية تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، وربما نشهد خطوات
مماثلة العام الجاري لمعالجة تصاعد عمليات تسريح الموظفين في وادي السيليكون.
وأرسل عدد من المشرعين بالفعل رسالة إلى وزيرة العمل الأمريكية جولي سو، يحثون
فيها الوزارة على توجيه المزيد من الاهتمام لعمليات التسريح الجماعي.
ومع نشر المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الإنتاجية في السوق في عام
2024 وما بعده، لازال القادة يدرسون الإمكانيات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، كما
يعترف المسؤولون التنفيذيون بوجود الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها؛
أبرزها: ما هي حالات الاستخدام التي ستضيف قيمة للعملاء بالفعل؟ هل هناك أي قيود
تنظيمية أو رسمية في المستقبل؟ وكيف يبدو مستقبل الذكاء الاصطناعي المسؤول؟