أطل علينا الكاتب الفلسطينى أكرم عطاالله، بمقال يصف حقيقة وضع العرب المزري في العالم ووضع له عنوانا في صيغة سؤال مفاده " ماذا يحدث لو اختفى العرب جميعاً ؟!".

وبدأ الكاتب مقاله بقوله: "ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أننا لم نعد موجودين؟ بالتأكيد لن يخشى من خسارة أي شيء، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أي مواطن في العالم أي نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذي يقتل به بعضنا بعضا، فلم نقدم للعالم أي خدمة سوى الكلام وصورة قتل بعضنا في الصحف ونشرات الأخبار.

وتابع عطالله: "ستطل سيدة فرنسية من شرفتها لتقول لسيدة أُخرى لقد اختفى العرب جميعاً، وستسأل الأُخرى الجاهلة: أنت تتحدثين عن هؤلاء الذين يقتلون بعضهم ليل نهار؟ نعم"، واصفا الأمة العربية بأن نصفها يسبح على بطنه من شدة الجوع ونصفها الآخر يسبح على كرشه من شدة الشبع، وعالة على البشرية.

وتطرق الكاتب إلى حياة المواطن الياباني التي لن تتوقف من اختفاء العرب ولن يفتقد المواطن الأوروبي أي شيء، ولن يخشى الماليزي أوالتركي أو الأميركي من تعطل حياته اليومية، معللا ذلك بالدور السلبي للعرب على المستوى الحضاري والمعرفي والانتاجي والصناعي فلا اكتشافات أو اختراعات، فقط نتناول ما تنتجه البشرية.

وأشار عطالله إلى أن العرب لا ينتجون سوى الكلام وهذا ما يجعل الامة في ذيل القائمة في كل شيء، فلا مستشفيات طبية يأتي العالم للعلاج فيها، ولا جامعات تحجز لها مكاناً في أول أربعمائة جامعة حسب تصنيف شنغهاي، ولا مؤسسات حقيقية ولا برلمانات يعتد بها ولا قانون يحترم، كل شيء صوري، فليس هناك ما نباهي به بين الأمم.

وأردف الكاتب في مقاله: "نحن أكثر شعوب الأرض حديثاً واحتفالاً بالانتصارات رغم الهزائم التي تملأ تاريخنا الحديث والقديم، حتى شعاراتنا أكبر من الأوطان، نحول الهزيمة لنصر بمجرد جمل إنشائية، خبراء في قلب الحقائق وتزييف الواقع والماضي، غارقون في أحلام المستقبل بأوهام بعيدة تماماً عن واقع آخذ بالاهيار، لا نفعل شيء للمستقبل سوى التمني والكلام".