تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها من التكنولديا الحديثة دورا محوريا في تنمية الشركات، إذا تم استغلالها بشكل جيد، وتعتبر الشركات الصغيرة محركا لاقتصاديات الدول، فهي تمثل 40 % من  الاقتصاد الأمريكي على سبيل المثال.

ومن هنا زاد اعتماد قطاع عريض من الركات الصغيرة على الذكا الاصطناعي لزيادة معدلات التنافس والنمو وتحسين حلول وخدماتها المتقدمة نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر شيوعًا بين الشركات من جميع الأحجام، وسيكون من المهم للغاية لشركتك الصغيرة أن تستفيد مما تقدمه هذه التكنولوجيا الثورية، وفيما يلي خمس طرق تساعدك في ذلك:

1- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها:

عندما تتمكن الشركات الصغيرة من الوصول إلى الأدوات الإحصائية المعقدة، يمكنها معرفة المزيد عن عملائها واكتشاف عملاء جدد أيضًا، فعلى سبيل المثال: تتيح لك أدوات Regression Analysis جمع مجموعة واسعة من المتغيرات – مثل: تحديد ما يجعل العملاء يفضلون التعامل مع شركتك، أو حتى مساعدتك في اكتشاف مجالات جديدة في السوق – وتحديد كيفية تأثيرها على شركتك، مما يوفر لها مزايا تنافسية أكبر.

بالإضافة إلى ذلك؛ مكن الذكاء الاصطناعي الشركات الصغيرة من جمع الكثير من البيانات، ابتداءً من تحليل المشاعر، إلى خوارزميات التعلم الآلي التي تتعقب تفضيلات العملاء وعاداتهم، حيث تسمح شركات – مثل: فيسبوك – للمؤسسات من جميع الأحجام باستخدام روبوتات الدردشة التفاعلية Chatbots، التي تعتمد على التعلم الآلي؛ لتُساعد على تحسين تجربة العميل، كما تتوفر الآن آليات قوية لمساعدة الشركات الكبيرة والصغيرة على جمع البيانات.

2- أتمتة إدارة العمليات:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في أتمتة إجراءات العمل بكفاءة أكبر، مثل: سير العمل، والتنظيم، وسلاسل التوريد، حيث يمكنك استخدام برمجيات لتسريع طريقة تتبع المخزون inventory tracking، بالنسبة لمراكز التوزيع، أو أتمتة التواصل مع العملاء، وغير ذلك الكثير.

ستساعد هذه الأدوات الشركات الصغيرة في التحليل الشامل للبيانات المتاحة، وتمييز المناطق التي تحتاج إلى تحسين، وبناء عليه يمكن استخدام الموارد بشكل أفضل، مما يعني انخفاض الخسائر، وتكلفة الإنتاج، حيث تشير التقارير إلى أن الشركات التي تدمج الذكاء الاصطناعي في إدارة العمليات، تزيد من الكفاءة التشغيلية، وتتخذ قرارات أسرع، وأكثر استنارة، ومن ثَمَّ تعمل على زيادة الإنتاجية.

بالنظر إلى حقيقة أن الشركات الصغيرة لديها عدد محدود من الموظفين، فإن ترحيل المهام المستهلكة للوقت إلى أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي لتنجزها؛ يعتبر أمرًا ضروريًا، لمساعدة هذه الشركات على استخدام رأس المال البشري بكفاءة.

3- التوظيف بكفاءة أكبر:

تواجه الشركات الصغيرة الكثير من التحديات عندما يتعلق الأمر بإيجاد وتوظيف أفضل المواهب، على عكس الشركات الكبيرة التي لديها أقسام موارد بشرية متخصصة، ومجهزة جيدًا، وتعرف كيفية نقل المرشحين المؤهلين من مقابلات الجولة الأولى إلى العمل في أسرع وقت ممكن، وبناء عليه سيكون من الصعب على شركتك الصغيرة أن تنافس للاستحواذ على أفضل المواهب.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد شركتك الصغيرة في معركة التوظيف. في حين أن شركات التوظيف كانت تضطر إلى التدقيق يدويًا في أكوام هائلة من السير الذاتية، والبحث عن الأفضل، إلا أن الذكاء الاصطناعي جعل هذه العملية انسيابية أكثر، فعلى سبيل المثال: يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحديد ممارسات التوظيف السابقة، التي كانت أكثر فعالية، مثل المكان الذي بحثت فيه عن المرشحين، وكيف وصلت إليهم؟، و يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى أن تتعرف على أنواع الاتصال التي تناسب المرشحين المحددين، وإبلاغ مسؤولي التوظيف بتفاصيل سجل عمل المرشح، ومدى ملاءمته لدور معين. هذه كلها طرق يمكن من خلالها توسيع نطاق عملية التوظيف لمساعدتك على التنافس مع الشركات الأكبر حجمًا.

4- استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق:

يُشير استطلاع رأي أجرته مجلة Inc؛ أن 93% من الباحثين في مجال التسويق يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة هائلة لمجالهم، حيث يساعد على تحسين كفاءة جهود التسويق بشكل أساسي. وهذا صحيح تمامًا بالنسبة للشركات الصغيرة؛ كما هو الحال بالنسبة لأكبر الشركات في العالم. على الرغم من أن الأنشطة الترويجية للشركات الصغيرة كانت تقتصر على الإعلانات، التي يمكن شراؤها في الأسواق المحلية، إلا أنها تتمتع الآن بالقدرة على الوصول إلى جمهور واسع عبر الإنترنت.

ويمكن للشركات الصغيرة أيضًا استخدام منصات الإعلان المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، التي طَورتها شركات، مثل: فيسبوك، وجوجل؛ لاستهداف عملاء محددين لديهم قابلية أكبر للتجاوب مع رسالتها التسويقية، كما يمكنها جمع وتحليل بيانات المستهلك من قنوات متعددة.

وفقًا لتقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي للأبحاث McKinsey Global Institute؛ سيعزز الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي بمقدار 13 تريليون دولارِِ بحلول عام 2030. كما تبين أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون له أهمية كبيرة في مجال التسويق والمبيعات، لذلك يجب أن تبدأ الشركات الصغيرة في الاعتماد عليه؛ إذا كانت ترغب في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء في المستقبل.

5- دعم العملاء:

ستزيد الموارد الحاسوبية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023 بمقدار 5 أضعاف ما كانت عليه في عام 2018، حيث يتيح الذكاء الاصطناعي الآن للشركات والمؤسسات أتمتة التواصل مع العملاء، مثل: التواصل عبر الرسائل، أو الدردشة عبر الإنترنت، أو مناقشات وسائل التواصل الاجتماعي، أو المكالمات الهاتفية، وذلك من خلال تحليل المعلومات التي تم جمعها من الاتصالات والمحادثات السابقة، ومن الممكن تصور أنه في المستقبل ستتمكن أجهزة الكمبيوتر من الرد بدقة على العملاء، والتجاوب مع استفساراتهم.

ومن أبرز هذه الأمثلة بوتات الدردشة التفاعلية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي AI Chatbots، والتي يمكنها التواصل مع عدد لانهائي من العملاء في الوقت نفسه – على عكس البشر تمامًا – ويمكنها التفاعل والبدء في الاتصال بغض النظر عن كونها على موقع، أو تطبيق. كما تتوقع جارتنر أنه بحلول عام 2020 سيتم التعامل مع 85% من جميع تفاعلات العملاء، بواسطة آلات ذكية يمكنها تقليد القدرات البشرية.

توفر Chatbots، وأشكال أخرى من الاتصالات القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ فوائد كبيرة للشركات الصغيرة. فعلى عكس الشركات الكبيرة التي يمكنها تحمل تكاليف إتاحة خطوط كثيرة لخدمة العملاء، على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، لا يمكن للشركات الصغيرة أن توفر ذلك بالكفاءة نفسها، ولذلك يمكنها الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين تجربة العملاء، وتوليد عملاء محتملين جدد في وقت واحد.