تواجه شركة فيسبوك مطالبات متزايدة بتفكيكها، خصوصا بعد أن انضمت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية عن ولاية كاليفورنيا، كامالا هاريس Kamala Harris، إلى أنه يجب على المسؤولين الأمريكيين التفكير فى تفكيك فيسبوك، أكبر شركة تواصل اجتماعي فى العالم، قائلة: لقد أصبحت بمثابة أداة مساعدة غير منظمة على نحو فعال.

وقالت كامالا في مقابلة: “أعتقد أنه يجب علينا إلقاء نظرة جدية على تفكيك فيسبوك”، مضيفة أن هناك قلة قليلة من الناس يمكنهم التواصل مع مجتمعاتهم أو أعمالهم أو تجارتهم دون استخدام فيسبوك بطريقة ما، ويجب علينا إدراك ذلك، والتعامل مع الشركة على أنها خدمة حيوية يجب تنظيمها.

وتخضع شركة فيسبوك للتدقيق من قبل المنظمين في جميع أنحاء العالم حول ممارساتها الخاطئة في مشاركة بيانات المستخدمين، بالإضافة إلى انتشار خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة على شبكاتها الاجتماعية.

ودعا بعض المشرعين الأمريكيين الآخرين، بما في ذلك المرشحة الرئاسية الديمقراطية إليزابيث وارين Elizabeth Warren، إلى التحرك من أجل تفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى، وإصدار قانون فيدرالي لتنظيم الخصوصية.

كما دعا كريس هيوز Chris Hughes، أحد مؤسسي موقع فيسبوك، لجنة التجارة الفيدرالية FTC إلى تقسيم الشبكة الاجتماعية إلى ثلاثة أجزاء، قائلًا: إن مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، قد اكتسب قوة غير مسبوقة.

ورفضت شركة فيسبوك، التي تضم أكثر من ملياري مستخدم على شبكتها الاجتماعية، دعوة كريس هيوز لتفكيكها بعد أن أصبحت – على حد وصفه – كبيرة جدًا، وقوية جدًا، بحيث لا تخضع لأي مساءلة حقيقية، وتقمع المنافسين، ويجب تقسيمها.

وقال نيك كليج Nick Clegg، نائب رئيس الشركة للشؤون العالمية: إن فيسبوك توافق على أن المساءلة تأتي مع النجاح، لكن لا يجب فرض المساءلة من خلال الدعوة إلى تفكيك شركة أمريكية ناجحة.

واقترحت إليزابيث وارين خططًا لزيادة التدقيق في مسائل مكافحة الاحتكار ضمن قطاع التكنولوجيا، مع تعهدها بتفكيك فيسبوك، وأمازون، وجوجل، في حال انتخابها، ونشرت اقتراحًا يدعو المنظمين إلى الفصل بين فيسبوك، وواتساب، وإنستاجرام.

فيما اقترح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب Donald Trump، وهو جمهوري، أن أمازون وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، بحاجة إلى تنظيم أكثر صرامة.

من جهته، التقى مارك زوكربرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الجمعة، مشيدا بجهود فرنسا لفرض ضوابط تنظيمية على محتوى خطاب الكراهية على الإنترنت معتبرا إياها نموذجا يحتذى للاتحاد الأوروبي.

ويتزامن لقاء زوكربرغ وماكرون مع الكشف عن تقرير أمر به الرئيس الفرنسي ويوصي بمزيد من الإشراف على فيسبوك وإيجاد جهة مستقلة لمراقبة جهود شركات التكنولوجيا العملاقة لمواجهة خطاب الكراهية.

وقال زوكربرغ للصحفيين بمكتب فيسبوك في باريس بعد لقاء ماكرون بقصر الإليزيه "إذا حذت مزيد من الدول حذو ما تفعله حكومتكم هنا فسيكون لذلك في رأيي نتيجة أكثر إيجابية للعالم من بعض البدائل".

وأضاف قائلا في مقابلة مع قناة فرانس 2 التلفزيونية "نحتاج إلى قواعد للإنترنت تحدد مسؤوليات الشركات ومسؤوليات الحكومات... ذلك هو السبب في أننا نريد العمل مع فريق الرئيس ماكرون".

ويريد الرئيس الفرنسي أن تقوم باريس بدور قيادي في تنظيم العالم الرقمي وتحقيق التوازن بين ما يعتبره موقفا متراخيا إلى حدما من جانب الولايات المتحدة وقبضة حديدية على الإنترنت من جانب الصين.