تتشكل الأسواق وفقًا لاحتياجات ورغبات المستهلكين، ومع تطور التقني تتغير تلك الاحتياجات والرغبات، لذلك من المهم أن تتأقلم علامتك التجارية مع هذه التغييرات، حتى تحافظ على مكانتك في السوق.

ولقد برزت مؤخرًا أهمية تقنية الواقع المعزز، كوسيلة لتحسين فاعلية إستراتيجيات التسويق، خاصة عندما يتعلق الأمر بزيادة المبيعات، وتعزيز قيمة علامتك التجارية من خلال الأجهزة المحمولة، التي أصبحت أكثر انتشارًا الآن، بحيث أصبحت الهواتف الذكية من أهم الأجهزة التي يتفاعل العملاء من خلالها مع العلامات التجارية، ويتخذون قرارات الشراء.

فيما يلي 5 طرق لاستخدام الواقع المعزز في إستراتيجيات التسويق:

1- تمكين العملاء من تجربة المنتج بسهولة قبل الشراء:


يرغب العملاء المحتملون دائمًا في تجربة المنتجات قبل شرائها، حيث إن غرف قياس الملابس، وتجربة مستحضرات التجميل، واختبار السيارات، والعديد من المفاهيم الأخرى ذات الصلة تشهد على ذلك، و تُعد تجارب التسوق عبر الواقع المعزز حاليًا واحدة من التوجهات الصاعدة، في مجال البيع بالتجزئة.

باستخدام الواقع المعزز؛ يمكن للعملاء المحتملين تجربة مستحضرات التجميل، والملابس، ومجموعة واسعة من المنتجات ذات الصلة، أثناء وجودهم في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب للمتاجر لتجربتها. كما يلغي ذلك الحاجة إلى وجود مخزون مادي كبير من المنتجات من أجل السماح للعملاء بتجربة العشرات، أو حتى مئات العناصر بحثًا عن العنصر الذي يلبي احتياجاتهم على أفضل وجه.

 

2- تسهيل التجول بين المنتجات، وتوفير المساعدة:


يوفر الواقع المعزز إمكانية قيام الشركات بإضافة عنصر رقمي إلى جانب منتجاتها الفعلية، حيث يمكن للعملاء مسح المنتجات باستخدام هواتفهم الذكية، للحصول على معلومات إضافية حول هذه المنتجات، وهو ما يمثل شكلًا مميزًا من أشكال تجربة المستخدم المرتبطة بالعلامة التجارية.

تطبيق الواقع المعزز في هذا الصدد يمتد إلى العديد من المجالات والأسواق، فعلى سبيل المثال: أنشأت شركة بيع التذاكر StubHub تطبيقًا للواقع المعزز، وهو يسمح للمستخدمين بمشاهدة عرض ثلاثي الأبعاد للملعب، حيث تُلعب مباراة نهائي كرة القدم الأمريكية Super Bowl. و قد ساعد ذلك المشجعين على تصور شكل المعلب من المقاعد المختلفة، واختيار المقعد المناسب لهم.

وفي مجال صناعة السيارات، تبنَّت كل من هيونداي Hyundai، ومرسيدس Mercedes تطبيقات الواقع المعزز، حيث كانت هيونداي أُولى واضعي دليل المالك الثنائي، أو الثلاثي الأبعاد للهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والذي يوفر للمالك طرقًا مريحة، وبسيطة للتعرف على القدرات الكاملة للسيارة.

وقد نقلت مرسيدس هذا المفهوم خطوة إلى الأمام، حيث طَورت تطبيقًا باسم Ask Mercedes؛ ودمجت فيه المساعد الصوتي مع واجهة الواقع المعزز، بحيث يمكن للمستخدم توجيه أجهزته المحمولة إلى لوحة القيادة؛ لمعرفة كيفية استخدامها، أو الحصول على إجابات لمجموعة من الأسئلة المحتملة.

 

3- تحسين فاعلية المواد الترويجية:


يمكن للواقع المعزز تعظيم الاستفادة من المواد الترويجية للعلامات التجارية، مثل: بطاقات العمل التعريفية Business Cards، والكتيبات الترويجية Brochures، حيث يمكن للمستخدمين مسح المواد الترويجية المطبوعة باستخدام أجهزتهم المحمولة، للحصول على المزيد من المعلومات، وطرق الاتصال بالعلامة التجارية.

على سبيل المثال: يمكن للمستخدم مسح الكتيب الترويجي بهاتفه؛ لإظهار مقطع فيديو يسلط الضوء على بعض المعلومات حول المنتج، أو مسح بطاقات العمل التعريفية للوصول بسرعة إلى مجموعة متنوعة من خيارات الاتصال، والتي تسمح للمستخدم بالتواصل مع ممثل العلامة التجارية بنقرة واحدة، سواء عبر البريد الإلكتروني، أو لينكدإن LinkedIn، أو عبر مكالمة هاتفية.

 

وبذلك يساعد الواقع المعزز في زيادة جاذبية النص الثابت الموجود في الكتيب، من خلال إضافة عنصر تفاعلي إليه، وهو ما يعتبر بمثابة إضافة لمسة مميزة للمواد الترويجية الخاصة بالعلامة التجارية.

 

4- إنشاء ضجة حول العلامة التجارية:


يمكنك استخدام الواقع المعزز كجزء من إستراتيجية المبيعات والتسويق غير المباشرَين، فبينما ركزت تطبيقات الواقع المعزز السابقة على التكتيكات المباشرة لتسهيل المبيعات، أمكن أيضًا استخدامها لتعزيز معدل الوعي بالعلامة التجارية نفسها.

من الواضح أن تصميم تجربة واقعية جديدة، يؤدي إلى زيادة كبيرة في انتشار الوعي بالعلامة التجارية، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح. والواقع المعزز هو ظاهرة جديدة نسبيًا بالنسبة لمعظم الناس، مما يعني أن تنفيذ أي تجربة فريدة تعتمد على هذه الظاهرة، ستجعل الناس يتحدثون عنها كثيرًا في دوائر أصدقائهم وأقاربهم؛ لأن الناس يفضلون العلامة التجارية التي تبتكر أساليب جديدة لإسعادهم، ومن ثَمَّ فإن هذا النوع من الدعاية يساعد بشكل غير مباشر في زيادة الأرباح.

ومن الأمثلة الرائعة على استخدام الواقع المعزز لرفع معدل التفاعل والمشاركة: حملة شركة بيبسي Pepsi، التي نُفذت في محطة الحافلات، حيث ساعدت بيبسي المستخدمين على التفاعل مع نافذة الواقع المعزز الافتراضية، الموجودة بجانب جدار المحطة؛ للقضاء على ملل انتظار الحافلة، وبذلك تمكنت الشركة من إثارة النقاش، وتعزيز انتشار علامتها التجارية.

كما قامت شركة النقل التشاركي أوبر بحملة مماثلة في مدينة زيوريخ بسويسرا، حيث ابتكرت تجارب واقع معزز لسائقيها، وحصلت على أكثر من مليون مشاهدة على يوتيوب.

في السوق التنافسية يمكن أن تكون الحملة الترويجية، التي تعتمد على تقنية الواقع المعزز، هي الطريقة الأمثل لتمكين العلامة التجارية من الإنتشار على نطاق واسع، والوصول لأعداد هائلة من العملاء المحتملين، وكذلك التميز بشكل واضح عن منافسيها.

 

5- تعزيز مبيعات قطاع B2B:

 

 أحد أهم الطرق التي يستطيع الواقع المعزز من خلالها تحسين مبيعات قطاع معاملات الشركات Business-to-Business، أو B2B، هو إنشاء عرض مبيعات تقديمي ديناميكي، حيث إن النموذج القديم كان يتضمن تزويد مندوبي المبيعات بالكتيبات والنشرات، وربما بعرض تقديمي تقليدي باستخدام برنامج باوربوينت. وعلى النقيض من ذلك، ومع وجود فريق مبيعات مجهز بجهاز رقمي، يتيح لهم الوصول إلى تطبيقات الواقع المعزز المخصصة، التي توفر نظرة افتراضية بزاوية 360 درجة على خطوط منتجاتهم. فمن السهل أن ترى الفرق الكبير، ومدى التطور الذي يحققه فريق المبيعات لديك.

يمكن لأدوات الواقع المعزز أن تتيح للعملاء رؤية المنتجات، والتفاعل معها بطريقة مفصَّلة حسب رغبتهم، ابتداءً من نظرة عامة إلى المنتج، وانتهاءً بالفحص التفصيلي للمكونات، ومن خلال جلب المنتج إلى غرفة الاجتماعات، فإن الواقع المعزز يتيح للعملاء وصولاً أكبر إلى المعلومات، التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرار الشراء.