الولايات المتحدة بدأت بمقاطعة هواوي الصانعة للهواتف وعشرات الشركات الصينية التي تزوّدها بالحلول التقنية، بعدما فشلت بإقناع حلفائها حول العالم بمقاطعة شبكات الجيل الخامس من هواوي. المقاطعة تأتي بمثابة أمر عمليات في خضم حرب اقتصادية ضد الصين.

لم تتمكن الولايات المتحدة من مجاراة التنين الصيني في المجال التكنولوجي، وخسرت أمامه الجولة إثر الأخرى، وبدلا من مواجهته بالابتكار والأبحاث والتطوير، لجأت إلى أساليبها القديمة المُعتادة ضد خصومها على طريقة الكاوبوي الذي يضع على خصره مسدسا مهددا به الخصوم.

هدف الولايات المتحدة واضح: كسر هيبة الصين التكنولوجية المتمثلة بشركة هواوي الصانعة للهاتف الذي صعد المراتب بسرعة قياسية حتى بات في المركز الثاني من حيث المبيعات محيّدا إيفون ايقونة الولايات المتحدة الاخيرة في عالم الهواتف الذكية.

وبهذا تكون المواجهة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة قد فتحت فصلا جديدا من الصراع، أكثر خطورة من أي فصل سابق. وسيلمس مستخدمي هاتف هواوي الجديدة مستقبلا هذا التغير، لأن غوغل التزمت بقرار المقاطعة، ولن تزود هواوي هذه الهواتف بنظام اندرويد كما لن تزوّد الهواتف الموضوعة اليوم في الخدمة بالتحديثات التي تجريها على اندرويد. المستخدمون الحاليون لهاتف هواوي لن يلمسوا التغيير قريبا، ولكنهم سيكونون مع موعد قريب مع التغيير الذي قد يكون نظام تشغيل بديل بإسم هونغ مينغ. كما سيكون للأزمة تأثير على وصول مستخدمي هواوي إلى متجر Google Store ما يعني حدوث اضطرابات واسعة في استخدام عدد من التطبيقات مثل gmail وفايسبوك وواتساب وغيرها.

المواجهة اليوم تأخذ شكلا مختلفا، ليس بالضرورة ان تتدحرج سريعا، وقد تحدث بعض المساومات والمفاوضات والتسويات بين الطرفين، لكن الأكيد أن الشركات الصينية باتت على قدر من التطور يدفع الكاوبوي لإطلاق النار في الهواء يمينا ويسارا في محاولة لفرض سيطرته بالقوة.