فيما تعود الأمور إلى طبيعتها ويعود الناس إلى أعمالهم في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم، جراء التخفيف من القيود التي فرضت خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، تستأنف شركات الطيران عملياتها بشكل تدريجي. وعلى الرغم من ان الناس يريدون السفر من جديد، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التردّد والقلق في شأن المخاطر الصحية التي قد يولّدها السفر الجوي.

من جهتها، تهدف شركة بوينج إلى معالجة هذه المخاوف من خلال مبادرة السفر الآمن التي أطلقتها، بحيث تعمل عن كثب مع أصحاب المصلحة في قطاع صناعة الطيران من أجل وضع توصيات خاصة بالتطهير والتعقيم.

من جهته، قال جيم هاس، مدير تسويق المنتجات في بوينج للطائرات التجارية: "بوينج ملتزمة بضمان صحة المسافرين وطاقم الطائرة. ونحن نعمل مع العديد من الشركاء من أجل تحسين إجراءات النظافة في الطائرات، وتطوير معايير أساسية مشتركة على مستوى النظام. ومن شأن ذلك ان يوفّر تجربة آمنة للسفر على متن الطائرة".

وقد يكون المساهم الأبرز في هذه العملية نظام تنقية الهواء المتوفّر في جميع طائرات بوينج، والذي يتضمّن مرشحات الجسيمات عالية الكفاءة (HEPA)، التي تماثل تلك المستخدمة في المستشفيات.

وأوضح هاس أن ما يعادل نصف هواء الكابينة يأتي من خارج الطائرة والنصف الآخر يعاد تدويره داخل الكابينة. وقبل رجوع الهواء المعاد تدويره إلى الكابينة، يمرّ عبر مرشحات HEPA التي تلتقط أكثر من 99.9% + من الجسيمات المحتمل وجودها.

ويساعد تدفّق الهواء من السقف إلى الأرض بدلًا من الأمام إلى الخلف في تخفيف انتشار الجسيمات في جميع أرجاء المقصورة. وتتم عملية إعادة التدوير هذه من 20 إلى 30 مرة في الساعة، أو مرة كل دقيقتين إلى ثلاث دقائق.

وعلى الرغم من عدم ظهورفيروس كورونا المستجد على مرشحات الجسيمات عالية الكفاءةHEPA ، بحسب "مايو كلينيك"، فإن متوسط حجم جزيء  هذا الفيروس يتراوح بين 0.12 - 0.125 ميكرون. وقد أجريت الاختبارات لمرشحات HEPA لهذه الأحجام من الجسيمات، وأظهرت من خلالها كفاءتها بأكثر من 99.9+%.

الجدير بالذكر أن شركة بوينج مستمرة في تقييم وإجراء الأبحاث على تقنيات جديدة من شأنها تعزيز معايير السلامة ويشمل ذلك أنظمة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، والطلاء المضاد للميكروبات والفيروسات على الأسطح كثيرة الاستخدام.

وإلى جانب طائرات الركاب، تعمل بوينج مع شركات الطيران على النقل الآمن للبضائع وسط هذه الأوضاع الجديدة.

كما قال ديفيد كالهون، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة بوينج: "في الوقت الذي نشهد فيه إعادة فتح الرحلات الجوية تدريجيًا وتخفيف القيود المفروضة حول العالم، تبقى صحة وسلامة فرقنا، بالإضافة إلى سلامة ركاب الطائرة في مقدمة أولوياتنا. ومن شأن هذه الجهود ان تساهم في ضمان سلامة الطيران في الوقت الحالي ومستقبلًا".