ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة (بايت دانس) المالكة لتطبيق (TikTok) بدأت التفاوض مع شركة أوراكل لتصبح شريك تقني موثوق به لتيك توك في الولايات المتحدة، بحيث تتولى إدارة بيانات مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة، في صفقة تهدف إلى الاستجابة لمخاوف إدارة ترامب من تأثير تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو على الأمن القومي الأمريكي، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.

 

يخضع تطبيق (TikTok) منذ بداية عام 2020 لتدقيق البيت الأبيض بسبب مخاوف من أن التطبيق – الذي لديه أكثر من 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة – يُرسل بيانات المستخدمين الأمريكيين مباشرة إلى الحكومة الصينية.

 

كانت تلك المخاوف هي السبب المزعوم لإصدار ترامب تهديدًا خلال أغسطس الماضي بأن شركة بايت دانس يجب أن تبيع تطبيق (TikTok) لشركة أمريكية بحلول 15 سبتمبر الحالي، أو سيتم حظره تمامًا في الولايات المتحدة.

 

وقد ظهرت أخبار الاتفاقية مع شركة أوراكل قبل أيام من بدء سريان الحظر المفروض على تطبيق (TikTok) في الولايات المتحدة، إذ بعد 20 سبتمبر/ أيلول، من المتوقع أن توضح وزارة التجارة الأمريكية أنواع المعاملات التجارية مع التطبيق، وفقاً لأمر تنفيذي وقّع عليه ترامب في 6 أغسطس/ آب الماضي.

 

فيما يلي سنستعرض أهم 5 أشياء يجب معرفتها حول صفقة استحواذ أوراكل على TikTok، وعلاقة إدارة ترامب بالأمر:

 

1- تفوقت شركة أوراكل على مايكروسوفت:

بمجرد أن أعلنت شركة مايكروسوفت في بداية شهر أغسطس عن بدء المناقشات مع شركة بايت دانس حول الاستحواذ على تطبيق (TikTok) في الولايات المتحدة، افترض الكثيرون أنها ستكون هي الفائزة بصفقة الاستحواذ أو الشراكة هذه، وأن هذه الخطوة ستساعد في تحسين وضع شركة مايكروسوفت في سوق منصات التواصل الاجتماعي.

 

ولكن مايكروسوفت أعلنت أن شركة بايت دانس رفضت عرضها، وقالت في بيان: “نحن على ثقة من أن عرضنا كان مفيدًا لمستخدمي TikTok، وحماية مصالح الأمن القومي، وللقيام بذلك كنا سنجري تغييرات كبيرة لضمان استيفاء الخدمة لأعلى معايير الأمان والخصوصية عبر الإنترنت، ومكافحة المعلومات المضللة، وقد أوضحنا هذه المبادئ في بياننا الصادر في أغسطس”.

 

2- تسعى أوراكل إلى تسويق منتجات الحوسبة السحابية الخاصة بها:

للوهلة الأولى؛ تبدو صفقة شركة أوراكل للشراكة مع تطبيق (TikTok) أمرًا غريبًا بعض الشيء، حيث إن تواصل أوراكل مع المستهلك العادي أقل بكثير من مايكروسوفت، فهي شركة تشتهر بنجاحها في سوق البرامج والخدمات المؤسسية فقط.

 

ناهيك عن أن شركة أوراكل لا تمتلك أي منصات تواصل اجتماعي، أو أعمال فيديو موجهة للمستهلكين، فماذا تريد من تطبيق (TikTok)؟

تقول صحيفة وول ستريت جورنال: “إن اهتمام أوراكل بتطبيق TikTok يأتي مدفوعًا في المقام الأول بتطوير نشاطها التجاري في مجال الحوسبة السحابية”. ومن الناحية النظرية، يمكن أن تستخدم أوراكل بيانات العملاء التي جمعها (TikTok) لتحسين منتجاتها التسويقية، وأن هذه الخطوة ستكون بمثابة انطلاقة مهمة للشركة في مجال الخدمات الموجهة للمستهلكين.

 

3- من المحتمل ألا تكون الصفقة عملية شراء كاملة:

تشير التقارير إلى أن الصفقة لن تكون عملية شراء، بل ستكون شراكة فقط، حيث يُطلق على شركة أوراكل شريك تقني موثوق به لتيك توك في الولايات المتحدة، يتولى إدارة بيانات مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة بدلاً من شركة بايت دانس.

 

يشير هذا إلى أن شركة أوراكل لن تتحكم فعليًا في أصول الشركة، ويشمل ذلك: عدم الوصول إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لتخصيص خلاصات المستخدم في تيك توك التي طورتها شركة بايت دانس، حيث يقتصر دور أوراكل على المساعدة التقنية في تشغيل عمليات (TikTok) في الولايات المتحدة فقط.

 

وهذا الشرط هو ما تسبب في فشل الاتفاق مع مايكروسوفت، حيث أعلنت الصين في وقت سابق من هذا الشهر عن قيود تجارية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل النوع الذي يستخدمه تطبيق (TikTok)، ولكن مايكروسوفت أكدت على رغبتها في الحصول على خوارزميات الذكاء الاصطناعي من TikTok.

 

4- لا تزال الصفقة بحاجة إلى موافقة البيت الأبيض:

يتطلب إتمام هذه الصفقة الموافقة من المنظمين الأمريكين والبيت الأبيض، فهل سيحدث ذلك؟ من الصعب الجزم بالتأكيد، لكن يبدو الأمر مرجحًا بسبب أن العلاقة القوية بين المدراء التنفذيين في الشركة وإدارة ترامب، كما أعرب ترامب بالفعل عن دعمه لعرض أوراكل في أغسطس، قائلاً: “أعتقد أن أوراكل شركة رائعة، وأن مالكها أيضًا رجل رائع، يمكن التعامل معه بسهولة”.

 

5- رورد فعل عنيفة بسبب علاقة أوراكل بإدارة ترامب:

بدأت ردود الفعل العنيفة على هذه الصفقة تتشكل بين بعض المستخدمين، نظرًا لعلاقة شركة أوراكل القوية بإدارة ترامب، حيث إن (لاري إليسون) Larry Ellison أحد مؤسسي شركة أوراكل، هو أحد أقطاب التكنولوجيا القلائل في وادي السيليكون الداعمين لترامب.

 

استضاف (إليسون) حملة لجمع التبرعات لترامب في وقت سابق من هذا العام، وقد انضم إلى مجموعة استشارية في البيت الأبيض خلال شهر أبريل / نيسان الماضي تعمل على إنعاش الاقتصاد الأمريكي.

 

كما عملت (صفرا كاتز) Safra Catz الرئيسة التنفيذية الحالية لشركة أوراكل في الفريق الانتقالي لترامب، وتبرعت بمبلغ 125 ألف دولار إلى لجنة (Trump Victory PAC)  في عام 2020، وفقًا لبيانات من لجنة الانتخابات الفيدرالية.

 

وقد أشار بعض المستخدمين في مقاطع فيديو وتعليقات في تطبيق TikTok، إلى العلاقة بين المديرين التنفيذيين لشركة أوراكل وترامب، وأعربوا عن رفضهم للصفقة.