قال محامو المديرة المالية لشركة هواوي مينغ وانزهو أن بن تشانغ، الضابط المتقاعد من شرطة الخيالة الملكية الكندية والذي يمتلك معلومات مهمة بشأن تبادل المعلومات بين السلطات الكندية والأمريكية يرفض الإدلاء بشهادته في إطار جلسات استجواب الشهود الجارية حالياً في محكمة بريتش كولومبيا العليا الكندية في قضية تسليم مينغ المعتقلة في كندا وتحت الإقامة الجبرية منذ عامين، ويخوض محاموها معركة دفاعية في المحكمة الكندية ضد تسليمها لأمريكا.

 

وكانت مينغ قد عادت إلى المحكمة يوم الاثنين لاستئناف جلسات الاستماع في قضية تسليمها إلى الولايات المتحدة، حيث يحاول محاموها إثبات وقوع انتهاكات لحقوق موكلتهم خلال مرحلة اعتقالها. وقال ريتشارد بيك محامي الدفاع للقاضية التي ترأست المحاكمة يوم الاثنين أن بن تشانغ عيّن محامٍ عنه وأبلغ الدفاع والسلطات بأنه لن يمثل أمام المحكمة للرد على أسئلة حول الانتهاكات المزعومة لحقوق مينغ. وتحدث بيك إلى القاضية هيذر هولمز، رئيسة المحكمة العليا في بريطانيا الكولومبية: "هذه المسألة تثير قلق جميع الأطراف، ولا سيما فريق الدفاع". ووصف محامو مينغ رفض ضابط الشرطة الكندي الإدلاء بشهادته أمام المحكمة بأنه "أمرٌ مثيرٌ للقلق" وأنه "قد يترتب على رفضه الإدلاء بشهادته العديد من النتائج".

 

 ووفقاً لوثائق المحكمة، فمن المحتمل أن يكون تشانغ، المتقاعد حالياً، قد أرسل تفاصيل أجهزة مينغ الإلكترونية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكان تشانغ رئيس وحدة النزاهة المالية في شرطة الخيالة الملكية في وقت اعتقال مينغ في مطار فانكوفر بتاريخ 1 ديسمبر 2018.

 

ويحاول محامو مينغ الحصول على قرار برفض تسليم موكلتهم على أساس أن المسؤولين الكنديين خالفوا قوانين الاعتقال من خلال انتهاك حقوق مينغ المدنية المنصوص عليها في ميثاق الحقوق والحريات الكندي. وكان محامو دفاع مينغ وانزو قد فجروا يوم الإثنين مفاجأة في مرحلة الاستماع لشهادة الشهود الجارية في جلسات الاستماع الخاصة بتسليم المسؤولة التنفيذية في شركة التكنولوجيا الصينية، حيث اتهموا المسؤولين الكنديين بعدم تدوين الملاحظات عن عملية الاعتقال عمداً حتى لا يتم جمع أي دليل في حالة إجراء التحقيق. كما أظهرت جلسات الاستماع بأن ضابط الحدود الذي كان مسؤولاً خلال مرحلة الاعتقال اعترف بأن ويكيبيديا كانت المصدر الأساسي للأسئلة التي وجهت إلى مينغ بخصوص المخاوف الأمنية، حيث أفاد أنه قبل وصولها لمطار فانكوفر عثر على صفحة على موقع ويكيبيديا تتحدث عن أن شركة هواوي لا تقوم بأي نشاط تجاري في الولايات المتحدة بسبب المخاوف الأمنية وأنه يشتبه في انتهاك هواوي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران واستخدم ذلك كمصدر لاستجواب مينغ.

 

ومن المقرر أن تنتهي جلسات الاستماع بخصوص قضية التسليم في أبريل 2021، على الرغم من أن إمكانية تقديم طلب استئناف تعني أن القضية قد تطول لعدة سنوات. وكانت هواوي قد أصدرت قبل جلسات الشهادة لهذا الأسبوع بياناً عبر موقع تويتر تقول فيه إن الشركة لا تزال تثق في النظام القضائي الكندي وتثق في تبرئة مينغ.

 

تم اعتقال مينغ، التي تبلغ من العمر 48 عاماً، في ديسمبر 2018 في مطار فانكوفر الدولي من قبل الشرطة الكندية بناءً على أمر اعتقال صادر عن الولايات المتحدة. وتواجه مينغ تهماً بالاحتيال المصرفي على بنك اتش اس بي سي  تتعلق بتهم تزعم أن مينغ كذبت على مسؤول في البنك بشأن إحدى الشركات التابعة لهواوي والمتهمة بانتهاك العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران.

 

وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين أوتاوا وبكين توتراً كبيراً بعد اعتقال مينغ، حيث ألقت الصين القبض على كل من مايكل سبافور ومايكل كوفريج الكنديين بتهمة التجسس بعد اعتقال مينغ بفترة وجيزة.