من المتوقع أن تصل إيرادات صناعة أشباه الموصلات إلى نصف تريليون دولار
في عام 2022 لأول مرة في تاريخها.
لكن الصناعة دائماً ما شهدت فترات من التقلبات الكبيرة في الإيرادات على
مدى العقود الماضية، حيث تظهر البيانات أنها لم تنجح في المحافظة على نمو
الإيرادات سوى أكثر من عامين على التوالي. وتعد تلك المرة الأولى التي يمكن
للصناعة كسر هذه القاعدة والاستمرار في النمو للعام الثالث على التوالي وحتى فيما
بعده.
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ"، فإن الداعم الأكبر وراء التوقعات
بالنمو المستدام يعود إلى دخول صناعة الرقائق في كل جزء من الحياة اليومية
للمستهلكين، حيث لم تعد مقتصرة فقط على أجهزة الكمبيوتر والهواتف.
وشهدت الصناعة طفرة في الطلب مؤخراً، مع دخولها في جميع الأجهزة
والمستشعرات التي يعتمد عليها المستهلك، سواء في السيارات أو الأجهزة الذكية وحتى
الملابس. وأدى ارتفاع الطلب خلال الجائحة إلى نقص في مخزونات الصناعة بصورة حادة،
والذي بدأ مؤخراً فقط في الانحسار؛ وبات العملاء يلتقطون أشباه الموصلات الممكن
إنتاجها من صانعي الرقائق على خطوط الإنتاج.
ومع تكرر سيناريو الصناعة مرارا وتكرارا والمتمثل في زيادة الطلب ما يدفع
المصانع للعمل بكامل طاقتها، وما تلبث أن تمتلئ المستودعات والرفوف، مما يؤدي إلى
حدوث تخمة؛ ثم تنهار المبيعات، لذا يعتقد المستثمرون أن انهيار الطلب مجدداً أمر
مفروغ منه.
فيما يجادل صانعو الرقائق مثل إنتل، وميكرون، بأن الأمر مختلف هذه المرة.
فمع تنامي استخدامات أشباه الموصلات فإن خطر حدوث تخمة بات بعيداً جداً.
كما أن النقص العالمي في الرقائق وعقبات سلسلة التوريد يجعل من غير
المرجح أن تواجه شركات أشباه الموصلات الانهيار قريباً.
فيما حذر معظم التنفيذيين في الصناعة من أن النقص لن يخف حتى النصف
الثاني من هذا العام، مع استمرار تأخر بعض المنتجات بسبب ندرة الأجزاء حتى عام
2023، وأشارت توقعاتهم إلى أن الطفرة الحالية في الطلب قد تستمر حتى عام 2025.
وعلى الرغم من أن صناعة الرقائق أصبحت الآن أقل اعتماداً على أجهزة
الكمبيوتر والهواتف الذكية للمبيعات، إلا أنها تظل أكبر محركات نموها. ويعتبر قطاع
السيارات الذي يتم الترويج له كثيراً سوقاً صغيراً نسبياً - ولكنه يتنامى ليشكل
حوالي 10% من مبيعات الصناعة.
وإذا كانت هناك سنوات من النمو في المستقبل، فستحتاج صناعة الرقائق إلى
توسيع طاقتها. يمكن أن يكون هذا عبئا، فالمصانع تكلف مليارات الدولارات وتستغرق
سنوات حتى تصل إلى الإنتاج.