استضافت هواوي مؤخراً، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض، المنتدى العالمي لشبكات النطاق العريض الفائق 2023، الذي شهد حضور نخبة من أبرز شركات الاتصالات والشركاء ومنظمات المعايير والهيئات التنظيمية وقادة القطاع، لمناقشة شبكات النطاق العريض الفائق التي تركز على الإنتاجية في عصر "الاتصال الذكي لكل شيء"، وكذلك سبل تحسين أداء شبكات النطاق العريض الفائق بما يضمن إطلاق العنان للإمكانيات الكاملة للشبكة.

 

وجمع المنتدى، الذي انعقد تحت شعار "ترابط الذكاء لمرحلة جديدة من النمو"، العديد من خبراء القطاع لتبادل الرؤى ومناقشة الابتكارات وخوض محادثات موسعة مع أصحاب المصلحة في القطاع لتسريع الانتقال إلى عالم أكثر ذكاءً.

 

حقق قطاع شبكات النطاق العريض فائق السرعة خلال العام الماضي تقدماً ملحوظاً على صعيد صياغة المعايير وإجراء الأبحاث التكنولوجية الرئيسية. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه حلول الذكاء الاصطناعي التغلغل في أساليب حياتنا اليومية، ويرتفع معها الطلب على الخدمات الغامرة والذكية بشكل كبير، الأمر الذي يفرض مجموعة جديدة من التحديات والفرص لشبكات النطاق العريض فائقة السرعة. ومن هنا تنبثق أهمية المنتدى، الحدث السنوي لقطاع الشبكات الثابتة، كمنصة لبحث ومعالجة هذه القضايا.

 

وشهد المنتدى تبادل رؤى قادة القطاع الإقليميين مثل السيد بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي في مجلس إدارة سامينا للاتصالات؛ وسعادة المهندس محمد بن عمر، المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (AICTO)، حيث أكدوا على أهمية مراعاة المنظورات الإقليمية في سياق التطورات التكنولوجية العالمية.

 

وتضمن المنتدى جلسة حوارية بعنوان "بنية تحتية رقمية بسرعة 10 جيجابت لتسريع بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام" ركزت على تسريع وتيرة تطوير شبكات النطاق العريض بسرعة 10 جيجابت في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. كما تناولت الجلسة المتطلبات اللازمة لذلك من السياسات وتعاون أصحاب المصلحة، وفوائد البنية التحتية الرقمية بسرعة 10 جيجابت. وشارك في الجلسة عدد من الشخصيات البارزة، بمن فيهم سيفات يرلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة  TMRW العالمية للاتصالات، وأليكس لي، العضو المنتدب لشركة تشاينا موبايل إنترناشيونال في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ومحمد بن علي، المدير بالوكالة لإدارة الاتصالات في وزارة المواصلات والاتصالات، مملكة البحرين؛ ولين يانكينغ، المستشار الأول لسياسات القطاع والشؤون العامة والحكومية لدى شركة هواوي.

 

وشدد لين يانكينغ على أهمية شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G في سياق التطور الطبيعي للنظام الإيكولوجي لشبكات الجيل الخامس. إذ وفر هذا التقدم ترقيات للشبكة تتضمن دعم التجارب بسرعة 10 جيجابت في الثانية، وتمكين إجراء 100 مليار اتصال، وزيادة قدرات الذكاء للعديد من الخدمات. ويهدف مفهوم هواوي لـ "مجتمع الجيجابت" إلى تسخير هذه التكنولوجيا لتمكين عصر الاتصال والذكاء في كل مكان، وفتح آفاق جديدة للنمو والابتكار عبر مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

 

ومن جانبه نوّه بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة سامينا، على أهمية إتاحة الوصول إلى رأس المال اللازم لدعم التحول الجديد نحو شبكات الجيل الخامس وردم ثغرات الاتصال في المناطق والمجتمعات المحرومة. وقد احتفى حفل توزيع جوائز مجلس سامينا للقيادة والتميز بجهود العديد من الأفراد والمؤسسات في تطوير شبكات الجيل الخامس.

 

وسلطت هواوي الضوء على دور شبكات النطاق العريض فائقة السرعة التي تشكل البنية التحتية الأهم للمجتمعات والشركات في العصر الذكي. وتسعى الشركة لخلق عالم ذكي يرتكز على الاتصال المعزز، الأمر الذي يتطلب وجود بنية تحتية رقمية واسعة النطاق. وتشكل شبكات النطاق العريض الفائق بسرعة 10 جيجابت في الثانية أساساً متيناً لـ"مجتمع الـ10 جيجابت"، حيث يمكن للشركات ربط مكاتبها مع وحدات الإنتاج وفروع الأعمال بكفاءة. كما تساهم تقنيات "الواي فاي" من الجيل السابع في تعزيز الاتصال من خلال توفير الوصول اللاسلكي بسرعة 10 جيجابت إلى نقاط الوصول، بالإضافة إلى الوصول السلكي بالسرعة ذاتها إلى الغرف.  

 

وسلط المنتدى العالمي الضوء كذلك على حاجة شبكات النطاق العريض الفائق إلى مواكبة التحول الذكي المتسارع، إيذاناً بانطلاق عصر شبكات النطاق العريض الفائق من الجيل الخامس والنصف (UBB5.5G).  وتتصدر بعض دول الشرق الأوسط عصر الجيجابت وتمهد الطريق لعصر ال 10 جيجابت.

وتلعب حكومات المنطقة دوراً حيوياً في إصدار المبادئ التوجيهية للبنية التحتية للاتصالات، وتعزيز التعاون، وإرساء المعايير اللازمة لتسريع مسار التقدم التكنولوجي.

وشكّل المنتدى محطة مهمة في مناقشة متطلبات تحول البنية التحتية الرقمية لدعم بناء الاقتصاد الرقمي في المنطقة وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في المنطقة. وفي عصر تشهد فيه التكنولوجيا الرقمية تقدماً سريعاً، يحتل الذكاء الاصطناعي مكانة الصدارة بين التقنيات التي تعيد تشكيل أساليب حياتنا وعملنا. فقد تحول التركيز من "الاتصال بين كل شيء" إلى "الاتصال الذكي لكل شيء"، مما يؤدي إلى حفز التوسع في الخدمات الرقمية وتغيير أساليب عملنا وحياتنا اليومية.

 

وفي ضوء المشهد الرقمي سريع التطور اليوم، تشهد القطاعات تحولاً رقمياً واسع النطاق يلغي الحدود بين العالمين المادي والافتراضي، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من الخدمات الرقمية الجديدة، وخلق فرصاً جديدة لشركات الاتصالات. ومع ذلك، تتطلب هذه التطبيقات الجديدة زيادة في سعة الشبكة وموثوقيتها ومرونتها وكفاءتها، خاصةً وأنها تصبح غامرةً أكثر وتزداد اعتماداً على السحابة وإنترنت الأشياء.

 

وإدراكاً لهذا الاتجاه، اتفق قادة القطاع العالميين خلال المنتدى العالمي لشبكات النطاق العريض الفائق 2022 في بانكوك، تايلاند، بالإجماع على الترويج لمعايير F5.5G و Net5.5G والتقنيات والتطبيقات والنظم الإيكولوجية ذات الصلة. وأدى هذا الاتفاق، الذي جاء تحت شعار "بناء شبكات النطاق العريض الفائق في عصر تقنية الجيل الخامس والنصف 5.5G"، إلى حفز تطور قطاع شبكات النطاق العريض الفائق.

 

ويشار إلى أن التطبيقات مثل مقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والمساعدين المدعومين بتقنية الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي الذكي في القطاعات تتطلب اتصالات عالية الجودة بسرعة 10 جيجابت في الثانية للأفراد والمنازل والشركات، وشبكات مترو بسرعة 400 جيجابت، وشبكات أساسية بسرعة 800 جيجابت. وتزداد نماذج الأساس للذكاء الاصطناعي تعقيداً، مما يتطلب أداءً محسناً لشبكة مركز البيانات من حيث عرض النطاق الترددي وزمن الوصول وعدم خسارة الحزم. كما أن زيادة تنوع وتعقيد الخدمات يتطلب نماذج أساسية للذكاء الاصطناعي تدعم تحقيق الاستقلالية وتعزز الكفاءة التشغيلية.