أكد استشاري جراحة وأعصاب الأذن وقاعدة الجمجمة بوزارة الصحة السعودية، الدكتور حسن الشهري، أن نظام زراعة التوصيل العظمي "Bonebridge" يعد حل مبتكر لمعالجة ضعف السمع عند شريحة كبيرة من المرضى، مشددا على أن هذه التقنية المبتكرة تعالج أضرار السماعات الأخرى القديمة بجميع أنواعها .

وأوضح أن نظام BONEBRIDGE، يعد أول نظام لزراعة توصيل عظمي نشط في العالم، وهو أحد الحلول الفعالة للأفراد الذين يعانون من فقدان السمع نتيجة التهابات مزمنة أو بعض نوعيات معينة من جراحة في الأذن الوسطى أو التشوهات الخلقية أو بشكل عام الأفراد الذين يعانون من فقدان السمع التوصيلي أو فقدان السمع المختلط، وهو ايضا خيار للأفراد الذين يعانون من الصمم أحادي الجانب.

وأضاف الدكتور الشهري، أنه في حالة فقدان السمع التوصيلي أو المختلط، يفقد الصوت المسار الطبيعي له من خلال الأذن الخارجية ثم الأذن الوسطى نحو الأذن الداخلية، مبينا أن نظام التوصيل العظمي "BONEBRIDGE"، يقوم بنقل الموجات الصوتية عبر التوصيل العظمي مباشرة نحو الأذن الداخلية، كما أن نظام التوصيل العظمي يحتوي على معالج صوتي صغير مقارنة بالانواع الأخرى من السماعات العظمية اللتي قد يرتديها المريض خلف الاذن.

وبين أنه يمكن إجراء الزراعة من عمر ثمانية أعوام وحتى عمر ما بعد الستين، وتبلغ تكلفة الجهاز الواحد من 60 - 80 ألف ريال، علما بأن المستشفيات الحكومية تقوم بإجراء الجراحة وتوفير الجهاز للمريض مجانا، مشيرا إلى انه تم إجراء زراعة الجهاز العظمي الالكتروني الحديث لـ 51 حالة في المملكة ويعد هذا الرقم انجاز يسجل في التاريخ الطبي السعودي الحديث.

وأشار استشاري جراحة وأعصاب الأذن وقاعدة الجمجمة، أن جراحة الزراعة تتم عبر عمل شق خلف الأذن المصابة بطول يتراوح ما بين 3 - 4 سم وذلك بعد تحديد مكان زرع الجهاز وفقا للأشعة التي تم إجرائها مسبقا، ومن ثم يتم استخدام جهاز حفر طبي بمقاسات معينة، ثم يتم تثبيت الجهاز في عظم الجمجمة بقوة محدودة لا تتجاوز 20 نيوتن، وبعد التئام الجرح بشكل كامل يتم تركيب الجهاز الخارجي وبرمجته حسب احتياج المريض ودرجة فقد السمع عند المريض.

من جهته، أكد الدكتور فريد الزهراني، استشاري جراحة الأذن وأعصاب الأذن وقاع الجمجمة بالمدينة الطبية الجامعية و أستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك سعود، أن نظام "SOUNDBRIDGE" وهو نظام زرعة الأذن الوسطي يتكون من جزء مزروع ومعالج صوتي خارجي، يتمثل في معالج الصوت الذي يتم تثبيته على رأس المريض بمغناطيس بحيث يمكن ارتداؤه بشكل مخفي تحت الشعر، ويقوم معالج الصوت بتوفير الطاقة للجهاز المزروع، ويتكون من بطارية وميكروفون والكترونيات مسؤولة عن معالجة الإشارات الرقمية.

وأوضح أن نظام التوصيل الصوتي يعتبر الحل الأمثل للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسي العصبي الذي تتراوح درجته بين البسيط إلى الشديد، وكذلك حالات فقدان السمع التوصيلي أو المختلط، مشيرا إلى أنه مقارنة مع -  السماعات التقليدية والتي ليس بوسعها سوى جعل الصوت الذي يدخل قناة الأذن أعلى - يقوم نظام SOUNDBRIDGE بتحويل الإشارات الصادرة من البيئة المحيطة إلى اهتزازات ميكانيكية، وتقوم هذه الطاقة الميكانيكية مباشرة بتحفيز عظيمات الأذن الوسطى وتسمح بإدراك حتى للنغمات ذات التردد العالي بشكل جيد واستثنائي.

وأفاد أن تقنية SOUNDBRIDGE  تتجاوز الأذن الخارجية من أجل تحفيز بنية الأذن الوسطى بشكل مباشر، مشيرا إلى أن الجزء الداخلي  يتمثل في زراعة نظام تقنية الجسر الصوتي الإهتزازي يتم وضعه تحت الجلد ويحتوي على مغناطيس لتثبيت معالج الصوت.

وحول كيفية عمل نظام " SOUNDBRIDGE"، بين الدكتور الزهراني، أن الميكروفون الموجود في المعالج الصوتي يقوم بالتقاط الأصوات، فيما يقوم المعالج الصوتي بتحويل الصوت إلى إشارات كهربائية، ويتم نقل هذه الإشارات عبر الجلد إلى الجزء المزروع، ومن ثم تقوم  الزرعة بنقل الإشارة إلى (FMT) محول الكتلة العائمة الذي بدوره يقوم بتحويل الإشارة إلى اهتزازات ميكانيكية تعمل مباشرة على تحفيز تركيبة الأذن الوسطى (مثل سلسلة العُظَيمات السمعية) مما يجعلها تهتز، وهو الأمر الذي معه يمكنه إيصال الصوت إلى الأذن الداخلية.