في عالم لم يعد فيه التحول الرقمي خياراً وإنما ضرورة ملحة، تبدي منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى استعداداً قوياً لتغدو من أبرز لاعبي الاقتصاد الرقمي العالمي. لكن تحقيق هذه المكانة يتطلب الابتكار بمجال التكنولوجيا ومجموعة قوية من المواهب القادرة على قيادة هذا التحول.

 

تواجه المنطقة تحديات كبيرة في رحلة التحول الرقمي. فقد سلّط تقرير صدر عام 2023 عن منظمة العمل الدولية (ILO)، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومؤسسة التدريب الأوروبية (ETF) الضوء على ضرورة الاستثمار في مجال التعليم وتحديث أنظمة التدريب للشباب في المنطقة، كاشفاً أن المنطقة تسجل أعلى معدل بطالة بين الشباب على مستوى العالم.

 

وسعياً لتضييق فجوة المهارات الرقمية، أطلقت شركة هواوي، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، في عام 2008 برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات "بذور من أجل المستقبل" لتنمية المواهب في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. واستضافت الشركة بالتعاون مع وزارة التكنولوجيا الرقمية وجمعية تعليم تقنية المعلومات في جمهورية أوزبكستان، والعديد من شركات الاتصالات، والهيئات التنظيمية والعمالية، ومؤسسات التدريب المهني الأخرى، النهائيات الإقليمية لبرنامجها "بذور من أجل المستقبل" لطلاب الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الفترة من 11 إلى 16 أغسطس 2024 في أوزبكستان.

 

وفي كلمته في حفل افتتاح النهائيات، قال كريمجونوف رستم، نائب وزير التكنولوجيا الرقمية في جمهورية أوزبكستان: "نلتزم بدمج التكنولوجيا المتقدمة في أطرنا التعليمية من خلال عقد شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص. ومن خلال رعاية المواهب المحلية لتقنية المعلومات والاتصالات، لا نكتفي بإعداد شبابنا لمواجهة التحديات المستقبلية فحسب، وإنما نعزز كذلك بيئة الابتكار والنمو في مجال الاقتصاد الرقمي".

 

تمكين الشباب من خلال التكنولوجيا

 

يشكل الشباب جوهر الاقتصاد الرقمي. فهم مواطنون رقميون يجيدون لغة التكنولوجيا ومفعمون بالإبداع والرغبة في إحداث فرق. وكما قال شونلي وانغ، نائب رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أثناء كلمته للطلاب المشاركين في برنامج "بذور من أجل المستقبل": "أنتم العماد الأساسي لمستقبل قطاعنا؛ فالمهارات التي تكتسبونها، والتواصل الفعال الذي تنخرطون فيه، والأفكار التي تتبادلونها خلال هذا البرنامج لن ترسم فقط مساراتكم المهنية، بل ستعيد تعريف المشهد التكنولوجي لمنطقتنا بأكملها. أدعوكم إلى اغتنام هذه الفرصة لتحدي أنفسكم وإطلاق العنان لإبداعاتكم".

 

تلعب البرامج مثل "بذور من أجل المستقبل" من هواوي دوراً حاسماً في تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للنجاح في المشهد الرقمي سريع التطور. وبدوره قال نور الدين ساماتوف، أخصائي تقنية المعلومات والاتصالات في معهد بحوث البيئة وتقنيات الحفاظ على الطبيعة في أوزبكستان: "بصفتي مشاركاً سابقاً في برنامج ’ بذور من أجل المستقبل ‘، فقد شهدت عن كثب تأثير مثل هذه البرامج على تشكيل مستقبل خبراء تقنية المعلومات والاتصالات. ولا شك أن الاستمرار في دعم هذه المبادرات يضمن لنا رصيداً مستداماً من المواهب الماهرة القادرة على قيادة التحول الرقمي."

 

تحويل التعليم من خلال الحلول الذكية

 

أشار الدكتور محمد مدكور، من إدارة استراتيجية تقنية المعلومات والاتصالات في هواوي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في جلسة حوارية خلال النهائيات الإقليمية لبرنامج ’بذور من أجل المستقبل‘، أن تقنية المعلومات والاتصالات لم تعد قطاعاً منعزلاً، وإنّما بات يشكل منصةً أساسية لتمكين عملية التعلّم، وتعزيز ابتكار وإنتاجية الشركات، وحفز ازدهار الاقتصادات الإقليمية. وسلط مدكور الضوء على الدور المحوري للمواهب التقنية في دفع عجلة التحول الرقمي بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

 

تعمل هواوي على تحويل التعليم من خلال حلول تقنية المعلومات والاتصالات المبتكرة، حيث تسعى إلى تحسين جودة وكفاءة عمليات التدريس والبحث والإدارة والخدمة بدءاً من مقرات العمل والفصول الدراسية الذكية التي تستخدم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية، ووصولاً إلى حل التعليم الذكي "Five Ones" المكون من شاشة واحدة وشبكة واحدة ومنصة واحدة وسحابة واحدة وتطبيق واحد.

 

وشكل إدخال شبكة "الواي فاي 7" في جامعة دبي في وقت سابق من هذا العام خطوة مهمة في تحسين سرعة الشبكة وجودتها في الحرم الجامعي. كما تم التأكيد على أهمية التعليم عن بُعد، لا سيما في المناطق الريفية، حيث توفر حلول هواوي مسار تعلّم شاملاً للجميع.

 

قال ديوك زانغ، نائب رئيس الشؤون العامة في شركة هواوي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: "نؤمن في هواوي بأن التعليم يشكل ركيزةً رئيسية للابتكار المستقبلي. ومن خلال دمج التقنيات المتطورة في الأنظمة التعليمية، لا نعزز تجربة التعلم فحسب، بل نعمل كذلك على إعداد الجيل القادم من القادة والمبتكرين".

 

مستقبل تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة

 

يبدو مستقبل التكنولوجيا في المنطقة واعداً إلى حد كبير مع وجود توجهات رئيسية مهمة تبشر بإحداث تحول جذري في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية. وتحرص هواوي على مواءمة استراتيجيتها مع هذه التوجهات لحفز المزيد من الابتكار والتحول.

 

تحتل هواوي مكانة ريادية في دفع عملية التحول الرقمي في المنطقة، بدءاً من توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ومروراً بالتعاون مع حكومات ومؤسسات المنطقة في تنفيذ حلول المدن الذكية والحكومة الإلكترونية، وصولاً إلى تطوير حلول أمنية شاملة لحماية البنية التحتية الحيوية والبيانات الحساسة في جميع القطاعات.

 

ومن خلال إطلاق مبادرات مثل برنامج "بذور من أجل المستقبل"، لا تقتصر مساعي هواوي على تشكيل مستقبل تقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى فحسب، وإنّما تسعى أيضاً إلى إعداد المواهب التي ستقود هذا المستقبل.