كشفت شركة توتو اليابانية التي تمتلك أكبر حصة في سوق المراحيض المحلية
عن أحدث منتجاتها في مطار ناريتا الدولي مؤخرا، وهي مراحيض مزودة بخاصية تقنية إنترنت
الأشياء. وتهدف هذه المرافق المستخدِمة لإنترنت الأشياء إلى تمكين الجميع من استخدامها
بسهولة ويسر، بما في ذلك الوافدين الأجانب القادمين إلى اليابان من الخارج.
عند الدخول، يجد الزوار أنفسهم في دورات مياه جديدة ونظيفة. تم تجهيز
كل مرحاض بشاشة تعمل باللمس تقدم مساعدات تفاعلية بخيارات من خمس لغات، بما في ذلك
الإنكليزية والصينية.
يتم تثبيت شاشات تعمل باللمس في كل مرحاض داخل دورة المياه، مما
يساعد المستخدمين على التنقل بين وظائف المرحاض بأي من اللغات الخمس.
وعند إغلاق باب المرحاض، تصف الشاشة الملحقة عن طريق الصوت والصورة
كيفية تشغيل خاصية (Toto Washlets) أو (الشطافة الآلية المصنعة من شركة توتو). حيث تساعد هذه الإرشادات
الأشخاص القادمين من البلدان التي لا تكون فيها المراحيض المزودة بخاصية الشطافة المدمجة
مع مقعد المرحاض أمر اعتياديًا، حتى يتسنى لهم استخدام هذه الوظائف بسهولة ويسر.
وتتميز كذلك هذه المرافق المزودة بأحدث الخدمات بتقنية تجعل من الممكن
تحديد مدى ازدحام مرحاض بعينه، دون الاضطرار فعليًا للذهاب إلى هناك لمعرفة ذلك. حيث
تقوم المستشعرات المثبتة في الأسقف والمداخل والملحقات الأخرى بجمع البيانات وعرضها
على شاشات خارجية توضح مدى الإشغال والازدحام داخل دورة المياه.
كذلك يتم تضمين أجهزة استشعار إضافية في أحواض غسيل اليدين وغيرها
من الملحقات الأخرى داخل دورة المياه لجمع البيانات عن المعلومات الإحصائية مثل كميات
استخدام الصابون. وتتيح هذه البيانات إمكانية التتبع عن بُعد لمعرفة معدلات الاستخدام
المستهلكة، مما يسهل من وتيرة العمل ويساعد على تسيير الأعمال الإدارية بشكل عام على
نحو أفضل وأكثر فاعلية، إضافة إلى تحقيق أقصى كفاءة ممكنة فيما يتعلق بأعمال النظافة.
وتميزت انطباعات المستخدمين الأجانب عن دورات المياه المزودة بتقنية
إنترنت الأشياء بالإيجابية بوجه عام. حيث وصفها أحد السائحين الكوريين بأنها ”مبتكرة“،
بينما قال عنها سائح ألماني آخر في حماسة: ”إنه لأمر مدهش للغاية. هذه المراحيض شيء
مختلف“.
ويشير تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية
إلى أن المبيعات المحلية للمراحيض المدمج بها الشطافة الألية قد انخفضت من ذروتها التي
بلغت حوالي 3,5 مليون وحدة في عام 2006، وأصابها الركود في السنوات الأخيرة لتستقر
عند حوالي 2,8 مليون وحدة في عام 2017. لذلك تحاول توتو الشركة المصنعة الانتقال إلى
الأسواق العاليمة من خلال تعريف الزائرين الأجانب الوافدين إلى اليابان بتقنيات المراحيض
اليابانية المتطورة.
ويقول (موريمورا نوزومو) نائب رئيس شركة توتو ”نحن نهدف بشكل أساسي
إلى أن تصل مبيعاتنا إلى يد المستهلك. ونحاول أن نلهم الناس بإعطائهم فرصة للتفكير
في شراء مراحيض الشركة ليستخدموها في منازلهم عند عودتهم إلى بلدانهم من خلال استعمالهم
لدورات المياه المزودة بأحدث التقنيات التي توصلت لها شركتنا أثناء إقامتهم في اليابان“.
ويوضح موريتا أكيرا أحد الشركاء في مجموعة بوسطن الاستشارية ومتخصص
في السلع الاستهلاكية وتجارة التجزئة قائلًا ”الصين تعتبر إحدى تلك الأسواق المستعدة
للنمو مستقبليًا، فعندما تقوم بشراء أحد العقارات في الصين، فإنك تختار أثاثك الشخصي،
فضلاً عن دورات المياه وغيرها من التجهيزات. ومن هذا السياق، يبدو من المنطقي استخدام
تجربتك الشخصية كاستراتيجية تسويقية“.
ولاحظ موريتا أيضًا اهتمامًا بالتطبيقات المتعلقة بالرعاية الصحية
لدورات المياه المزودة بالخصائص الوظيفية لتقنية إنترنت الأشياء. ”فالوقاية من الأمراض
المرتبطة بنمط الحياة أمر ضروري للحد من النفقات الطبية، وأحد مؤشرات هذه الأمراض هو
تدهور نوعية مكونات البول“.
وعليه فإن المراحيض التي يمكنها اكتشاف هذا التدهور وإبلاغ الأشخاص
المعنيين المستخدمين للمرحاض بذلك، يمكن أن تكون نعمة للكشف المبكر عن المرض.