تراجعت حصة شركة "أبل" بسوق الهواتف الذكية في الصين خلال الربع الثاني من العام الجاري لصالح شركات محلية مثل "هواوي تكنولوجيز".

انخفضت مبيعات "أيفون" في الصين 3.1% خلال الربع الثاني، مقابل ارتفاع 11% على أساس سنوي في مبيعات أجهزة الهاتف المنافسة التي تعمل بنظام أندرويد، وفقاً لشركة "آي دي سي" (IDC) لأبحاث السوق.

نتيجة لذلك؛ خرجت "أبل" من قائمة العلامات التجارية الخمسة الكبرى للهواتف الذكية في الصين لأول مرة منذ أربع سنوات. وفقا لـ بلومبيرغ الشرق.

 

لماذا تراجعت هواتف "أيفون"؟

"أيفون"، الذي يحظى بمتابعة عن كثب وأهمية كبيرة في إمبراطورية "أبل" للإلكترونيات الاستهلاكية، واجه عراقيل للحفاظ على شعبيته المعتادة في الصين هذا العام. ولجأ تجار التجزئة والشركة نفسها إلى تقديم خصومات كبيرة لتعزيز مبيعاته. كما ساهم اضطراب اقتصاد الصين في تباطؤ المبيعات.

على الجانب الآخر، قادت شركة "هواوي" المحلية انتعاش الهواتف البديلة المنافسة لـ"أيفون"، والتي تعمل بنظام التشغيل أندرويد.

أفادت شركة أبحاث السوق "كاناليس" (Canalys) بانخفاض مبيعات "أيفون" 3.9% في الصين خلال الربع الثاني من 2024. وأظهرت "كونتربوينت ريسيرش"، التي تتبع بيانات مبيعات المستخدمين النهائيين، انخفاضاً بـ5.7% في مبيعاته.

"أبل" تفقد البريق في الصين

قبل أشهر فقط، بدت "أبل" وكأنها تتجه نحو استعادة مكانتها، عندما أظهرت بيانات حكومة بكين ارتفاعاً في مبيعاتها بنسبة تزيد عن 40% في أبريل ومايو. لكن الشحنات انخفضت في الشهر الماضي بسبب مخاوف الربحية بين شركائها المحليين، بحسب "آي دي سي".

 

يوجد أيضاً تناقض بين ما تعلن عنه الحكومة الصينية وشركات الأبحاث مثل "آي دي سي" من بيانات، حيث ترصد الإحصاءات الوطنية عدد الهواتف الذكية المسجلة لدى الحكومة قبل شحنها إلى متاجر التجزئة. بينما تأخذ "آي دي سي" في الاعتبار عمليات التسليم الفعلية لشركاء التجزئة، والتي ترتبط بشكل وثيق بالمبيعات.

 

قال ويل وونغ المحلل لدى "آي دي سي": "شهدنا نمواً على أساس سنوي في مبيعات أبريل إلى مايو، وخاصة أبريل، مدفوعاً بالاستعداد لمهرجان التسوق رقم 618". وأضاف أن "شركات التجزئة التقليدية، كانت أكثر تردداً في استثمار الأموال بكثافة لأغراض التسويق، وقلصت وتيرة العمل في الشهر الأخير من الربع الثاني 2024 لضمان تحقيق الأرباح".

 

ترتيب "أبل" في السوق الصينية

مع ذلك، فإن تقييم شحنات "أيفون" مهمة صعبة- خاصة في بيئة الصين الأكثر تقلباً بعد "كوفيد". وفي مايو الماضي، فاجأ الرئيس التنفيذي تيم كوك العديد من المحللين عندما قال إن إيرادات "أيفون" في الصين نمت خلال الربع المنتهي في مارس، على الرغم من التقديرات واسعة النطاق بأن المبيعات انخفضت.

 

وخلال الربع الأخير، دفع النمو الملموس الذي حققته "هواوي" بعد تحسن شحناتها بنسبة 50%، والمنافسة الشديدة بين الشركات المحلية مثل "فيفو" (Vivo) و"شاومي كورب" (Xiaomi Corp)، "أبل" للتراجع إلى المركز السادس في السوق، حسب "آي دي سي".

هبط ترتيب "أبل" في السوق الصينية، خلال الثلاثة أشهر الماضية، بينما استقرت مبيعات "أيفون" عالمياً في تلك الفترة. ومن المرتقب أن تعلن "أبل" عن نتائج أعمالها خلال الربع الثاني في الأول من أغسطس المقبل.

 

مبيعات "أيفون" العالمية

على مستوى العالم، تهدف الشركة إلى بيع ما لا يقل عن 90 مليون جهاز "أيفون 16" في النصف الثاني من 2024، مع الاعتماد على خدمات الذكاء الاصطناعي لتلبية الطلب على مجموعتها الجديدة بعدما واجهت صعوبات في عام 2023. وأبلغت "أبل" الموردين والشركاء بأنها تستهدف نمواً بنحو 10% في شحنات أجهزة "أيفون" الجديدة مقارنة بالأنواع السابقة.

قالت المحللة نبيلة بوبال من "آي دي سي": "تحسن وضع الشركة في الصين حالياً مقارنة بما كانت عليه خلال 2020، وارتفعت حصتها السوقية إلى 13.6% في الوقت الراهن مقابل 8.3% في الربع الثالث من 2020- وارتفع حجم مبيعات بنحو 40%".