أخبرت شركة ARM – التي تتخذ من المملكة المتحدة
مقراً لها – موظفيها أنه يتعين عليها تعليق أعمالها مع شركة هواوي، وذلك وفقًا للوثائق
الداخلية التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وأصدرت ARM تعليمات إلى الموظفين بوقف جميع العقود النشطة، واستحقاقات
الدعم، وأي ارتباطات معلقة مع شركة هواوي وشركاتها التابعة لها، امتثالًا للحملة التجارية
الأمريكية الأخيرة.
وتشكل تصاميم ARM الأساس لمعظم معالجات الأجهزة المحمولة في جميع أنحاء
العالم، وتشعر الشركة بالقلق من تأثرها بالحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة، وقالت
في مذكرة داخلية: إن تصاميمها تحتوي على تكنولوجيا أمريكية الأصل، ونتيجة لذلك، فإنها
تعتقد أنها تتأثر بحظر إدارة ترامب.
ووصف أحد المحللين هذه الخطوة، إذا
أصبحت طويلة الأجل، بأنها ضربة لأعمال هواوي لا يمكن تخطيها، قائلًا: ARM هي أساس تصاميم رقاقات هواتف هواوي الذكية، لذا فهي
عقبة لا يمكن التغلب عليها بالنسبة للشركة الصينية، وإنها تؤثر إلى حد كبير في قدرتها
على تطوير رقاقاتها.
وتعتمد هواوي على ARM فيما يتعلق بتصميمات معمارية الرقاقات لمعالجاتها
المسماة Kirin، وتدفع مقابلها ترخيصًا، وبدون التراخيص، فإنه لن يكون بإمكان هواوي
وشركتها HiSilicon لأشباه الموصلات الاستمرار في تصنيع معالجات Kirin باستخدام تصميمات ARM.
وتُوصف ARM – التي تتخذ من كامبريدج مقراً
لها – بأنها أكبر شركة تكنولوجية في المملكة المتحدة، حتى استحوذت عليها مجموعة سوفت
بانك اليابانية SoftBank Group، وتوظف الشركة 6000 عامل، ولديها ثمانية مكاتب في الولايات المتحدة.
ونشأت شركة ARM لتصميم الرقاقات في عام 1990، واستحوذت عليها مجموعة
سوفت بانك SoftBank Group العملاقة للاتصالات اليابانية في شهر سبتمبر
2016، لكن مقرها ما يزال في كامبريدج بالمملكة المتحدة.
يذكر أن الشركة لا تقوم بتصنيع المعالجات
بنفسها، بل تُرخص تقنيات أشباه الموصلات للآخرين، ويحصل المصنعون في بعض الحالات على
رخصة للمعمارية فقط، والتي تحدد كيفية معالجة المعالجات للأوامر، مما يمنح صناع الرقاقات
حرية أكبر لتخصيص تصاميمهم.
بينما يحصل المصنعون في حالات أخرى
على التصميمات الأساسية للمعالجات، والتي تصف كيفية ترتيب ترانزستورات الرقاقات، لكن
ما يزال هناك حاجة إلى دمج هذه المخططات والتصميمات مع عناصر أخرى – مثل الذاكرة، وأجهزة
الراديو – لإنشاء ما يشار إليه باسم النظام على الرقاقة.
ونصحت الشركة موظفيها بإرسال مذكرة
لإبلاغ موظفي هواوي ذوي الصلة بأنه – بسبب القرار الأمريكي – لم يعد مسموحًا لهم تقديم
الدعم أو التقنية – سواء كانت برمجيات أو تعليمات برمجية أو تحديثات أخرى – أو المشاركة
في مناقشة الأمور التقنية مع هواوي، أو أي من كياناتها الأخرى.
ويبدو أن الحظر ينطبق أيضًا على شركة
ARM
China، التي تم تأسيسها
في الصين لتمكين ARM من تطوير وبيع وتقديم الدعم لمنتجاتها في المنطقة،
وتمتلك فيها ARM Holdings حصة تبلغ 49 في المئة.